وقال “إغناتوف” إنه “حتى الآن نرى أن أوكرانيا لم تعد قادرة على القيام بعمليات هجومية، بينما يمكن لروسيا إجراء عمليات هجومية محدودة دون استخدام أعداد كبيرة من القوات”.
ويعتقد مراقبون أن الجيش الأوكراني بات أمام تحديات عدّة، خاصة في ظل المعاناة التي يواجهها خلال الشتاء، ومواصلة روسيا لضرباتها الجوية، وهجماتها بطائرات دون طيار، فضلا عن كون أوروبا عاجزة عن توفير مليون طلقة ذخيرة وعدت بها أوكرانيا قبل عام.
تجهيزات للعام المقبل
وحدد كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، الموقف الراهن للحرب في عدد من النقاط، قائلًا:
* يبدو أن روسيا تخزن الموارد لاستخدامها ربما في العام المقبل، بيد أن المأزق هو عندما يدرك الجانبان أنهما لا يستطيعان تحقيق أي شيء أكثر عسكرياً، لكن حتى الآن لم نصل إلى هذا الوضع.
* من الصعب للغاية استخدام الأسلحة الثقيلة في الشتاء لأنه يصعب إخفاؤها، إذ تصبح أي حركة للمعدات أكثر وضوحاً، لذلك من الصعب تنفيذ الهجوم، ولكن من السهل تحقيق الدفاع.
* بالنظر لمرسوم بوتين بإضافة نحو 170 ألف جندي للخدمة، فهذه هي الزيادة الثانية في أعداد المقاتلين منذ الحرب، وهذا ما ذكرته بأن روسيا تواصل تعزيز مواردها، ولا يتعلق الأمر بالجنود فحسب، بل يتعلق أيضا بالأسلحة.
* أعتقد أن الكرملين يستعد لعمليات هجومية جديدة في دونباس ومناطق أخرى من أوكرانيا، كما أن كلا الجانبين يستعدان الآن للعام المقبل.
مخاوف بشأن بوتين
بدورها، أوضحت مجلة “نيوزويك” الأميركية، أن خطوة بوتين قد تتسبب بنتيجة مخالفة لما يطمح إليه الرئيس الروسي، على الرغم من التأييد الشعبي لخطوات موسكو فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.
ونقلت المجلة عن أستاذ السياسة والحوكمة بجامعة جورج ماسون، مارك كاتس، قوله إن “استطلاعات الرأي لم تكن سيئة لبوتين، حيث كشفت دراسة لمؤسسة كارنيغي للسلام، الثلاثاء، أن 75 بالمئة من المواطنين الروس يدعمون تصرفات القوات المسلحة الروسية”.
لكنه أشار إلى أنه “حتى مع دعم الرأي العام الروسي للجهود الحربية في الوقت الحالي، فإنه لا يوجد ما يضمن استمرار ذلك، خصوصا مع محاولة النظام زيادة عدد القوات المسلحة”.
وأضاف: “بوتين ربما لم يتخذ حتى الآن الخطوة غير الشعبية بتجنيد أعداد كبيرة من المواطنين الروس من المدن، في وقت يمكنه ملء صفوف قواته بالسجناء وبالأقليات غير الروسية (وهما مجموعتان لا يشعر العامة في روسيا بالقلق بشأن الخسائر المادية بينهما)”.