أفاد معارض سعودي، يخوض معركة للحصول على لجوء في بلغاريا، وكالة فرانس برس، الأحد، بأنّه تلقى إخطارا من السلطات بترحيله إلى بلاده حيث يخشى تعرضه “للتعذيب أو حتى الإعدام”.
وقال عبد الرحمن الخالدي، البالغ 30 عاما الأب لطفلين، من مركز احتجازه في صوفيا حيث يقبع منذ نحو عامين ونصف “لقد صدر أمر ترحيلي قبل انتهاء قضية لجوئي”، موضحا أنه تم إبلاغه بقرار الترحيل في السابع من فبراير.
واعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور على منصة أكس الجمعة أنّ “ترحيل الخالدي الوشيك” يعد أمرا “مقلقا للغاية”، واصفة المملكة العربية السعودية بأنها “مكان خطير”.
وطالبت منظمة العفو الدولية “عدم إعادته قسرًا إلى السعودية، حيث يتعرض لخطر الاضطهاد الفعلي”.
يواجه الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي خطر الترحيل الوشيك من بلغاريا. على السلطات البلغارية أن تحرص على عدم إعادته قسرًا إلى السعودية، حيث هو معرّض لخطر الاضطهاد الفعلي. pic.twitter.com/VqvoKi7Fop
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) February 9, 2024
ونشط الخالدي سياسيا في بلاده قبل وصول الملك سلمان بن عبد العزيز للسلطة في 2015، ثم تعيين الأمير محمد وليا للعهد بعدها بعامين، وخلال فترة الاحتجاجات النادرة التي شهدها شرق السعودية حيث تتركز الأقلية الشيعية، إبان فترة الربيع العربي في 2011.
لكنّه غادر السعودية في 2013 خشية توقيفه قبل أن يستقر في تركيا في خضم حملات سعودية لتعقّب نشطاء بازرين في الخارج، من بينهم الحقوقية لجين الهذلول التي أوقفت في الإمارات في مارس 2018 وأجبرت على العودة إلى السعودية حيث قضت أكثر من سنتين في السجن.
ومع انتهاء صلاحية جواز سفره، اضطر الخالدي لمغادرة تركيا في 2021 في رحلة على الأقدام عبر الغابات إلى بلغاريا، للحصول على حماية في الاتحاد الأوروبي.
وقال “لجأت للاتحاد الاوروبي حيث للإنسان قيمة فدخلت في دوامة سجن كأني في السعودية”.
لكنّ السلطات البلغارية رفضت في مايو الماضي منحه اللجوء السياسي بسبب عدم قدرته على تقديم ما يثبت أنه سيتعرّض للاضطهاد في بلاده.
واستأنف الخالدي القرار أمام المحكمة الإدارية العليا التي قررت في سبتمبر الماضي إعادة النظر في قضيته أمام المحاكم الأدنى مجددا.
ويقول حقوقيون إنّ السعودية تشهد حملة قمع شديدة على المعارضة في عهد ولي العهد والحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان.
لا لترحيل عبد الرحمن الخالدي: السلطات البلغارية بصدد ارتكاب جريمة كبرى إذا وافقت على طلب التسليم للسعودية#حرية #السعودية pic.twitter.com/mcTthCtyG9
— معًا من أجل العدالة (@taj_rights) February 11, 2024
وازدادت مخاوف الخالدي بعد الترحيل المفاجئ في فبراير الماضي للشاب السعودي حسن آل ربيع الذي كان يقيم بشكل مؤقت في المغرب، حيث فقد أثره مذاك.
وقال “إذا تم ترحيلي إلى السعودية فسوف أواجه السجن أو محاكمة غير عادلة أو التعذيب أو الاختفاء القسري أو حتى الإعدام”.
ولم ترد وكالة الدولة للأمن القومي البلغارية على الفور على أسئلة فرانس برس بشأن القضية، الأحد.
وقالت أديلا كاتشاونوفا من لجنة هلسنكي البلغارية المعنية بحقوق الإنسان لفرانس برس إن أمام المحامين مهلة حتى الاثنين لاستئناف أمر الترحيل.
وإذا رفضت المحكمة الاستئناف، فإن منظمتها مستعدة لعرض قضية الخالدي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان خلال “ساعات”.
وشدّدت على أن “النص” لهذه الغاية جاهز، مشيرة إلى أن المحكمة الأوروبية عادة “تستجيب لمثل هذه الطلبات بسرعة كبيرة”.