بدأ كفكرة صغيرة لشاب مسلم.. مهرجان رمضاني في سيدني يزوره 1.5 مليون سنوياً

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

من فكرة صغيرة لشاب مسلم مقيم في أستراليا، ولد مهرجان عالمي يستقطب أكثر من 1.5 مليون زائر سنوياً من مختلف أنحاء العالم، أصبح فيما بعد حدثاً ثقافياً عالمياً يحظى بتغطية إعلامية واسعة من قنوات تلفزيونية دولية ومحلية، تعكس مكانته كأحد أبرز الفعاليات الرمضانية خارج العالم الإسلامي.

فمنذ عقدين من الزمن، أقام أحد الباعة المسلمين بسطة للشواء في شارع هولدن ستريت التجاري، أحد أهم الشوارع الحيوية في قلب سيدني، لتتزايد حوله المحال عاماً بعد آخر، حتى تحول المكان إلى مهرجان يدعى “ليالي لاكمبا خلال رمضان”، تشرف على تنظيمه بلدية مدينة كانتربري بانكستاون جنوب غرب سيدني.

المهرجان لم يعد حكراً على المسلمين، بل بات يجذب الكثير من الزوار من مختلف الخلفيات ليعيشوا الأجواء الرمضانية الفريدة بعد صلاة التراويح، حيث يتميز بعرض أطباق متنوعة من ثقافات إسلامية متعددة، من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

ويقدم المهرجان الكثير من المأكولات والمشروبات الرمضانية، من الكنافة النابلسية، الشاورما، وأطباق المندي الشهيرة وأكلات من باكستان وحيدر آباد، مما يضفي طابعاً استثنائياً على المنطقة طوال الشهر.

وتسعى بلدية مدينة كانتربري بانكستاون التي تضم أكثر من 200 ألف مسلم، إلى جعل مشاركة الطعام وسيلة لتعريف الأستراليين بشهر رمضان وقيمه الإنسانية، التي تقوم على الكرم، الضيافة، والتكافل الاجتماعي، مما يعزز التفاهم بين مختلف الثقافات.

وانطلق المهرجان لأول مرة في عام 2009، حيث لم يكن حينها يجذب سوى بضع مئات من الزوار، لكنه تطور سريعاً ليصبح فعالية سنوية رئيسية تحتفي بروح رمضان وتعزز التقارب الثقافي، متجاوزاً 1.57 مليون زائر في عام 2024، أي أربعة أضعاف عدد زواره في عام 2019.

اليوم، يجمع المهرجان الأستراليين من مختلف أنحاء البلاد إلى جانب زوار دوليين، ليختبروا روح رمضان عبر أجواء تملؤها الألفة والمشاركة.. ويعلق أحد المشاركين: “ربما لم يختبر كثيرون أجواء رمضان من قبل، لكن عندما يأتون إلى لاكمبا، يشعرون بقيم الشهر في أبهى صورها”.

ومع تجاوز عدد الحضور حاجز 1.57 مليون شخص في 2024، بات الحدث من أبرز الفعاليات الثقافية في أستراليا، ورغم أن غالبية الزوار ليسوا من المسلمين، فإن هذا الإقبال يعكس نجاح المهرجان في تقديم صورة حية عن ثقافة رمضان، حيث يجتمع الناس من مختلف الخلفيات ليحتفلوا بقيم المشاركة والتواصل.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *