ويحاول الوسطاء زيادة الضغط في اتجاه إبرام اتفاق للرهائن، قبل بدء الهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة، الذي “قد يحدث بمجرد عودة ترامب” كما توعدت إسرائيل.
وبينما لم يتحقق أي تقدم وسط العديد من الاجتماعات والمحادثات رفيعة المستوى، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين إسرائيليين وعرب قولهم إن الضغوط الأميركية ستزداد حدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
إلا أن الرئيس الأميركي، وخلال زيارته لقطر، أطلق تصريحا يكتنفه الغموض بشأن مستقبل غزة، وأعرب عن رغبته مجددا في أن “تمتلك الولايات المتحدة غزة وتجعلها منطقة حرية”.
وتحت ضغط مكثف من قبل الوسطاء لإحياء فرص التفاوض والابتعاد عن تصعيد عسكري من شأنه زيادة تأزم الموقف المعقد أساسا في المنطقة، تصر إسرائيل على عدم مناقشة أي مقترح لا يتماشى مع رؤيتها، مشددة على أن الوفد المفاوض الموجود في الدوحة لن ينخرط في أي مفاوضات خارج إطار المقترح القديم الذي طرحة مبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
لكن في ظل فتور في العلاقات بدا واضحا مؤخرا بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخلافات بشأن التعاطي مع مسألة الحرب في غزة، يبدو أن نتنياهو سعى لترك نافذة للحوار حتى لا يعمق الهوة بينه وبين الحليف الأقرب، وألا يظهر في صورة المتعنت الرافض لأي أفكار تضمن تحرير باقي الرهائن وتضع حدا للحرب المستمرة منذ أكثر من 18 شهرا.
ومن هنا جاء إعلان هيئة البث الإسرائيلية عن أن إسرائيل تدرس تقليص نطاق المرحلة الأولى من خطة توسيع العمليات في غزة، من أجل منح فرصة إضافية لمحادثات التفاوض كجزء من هذا التوجه، موضحة أنه سيتم تقليص حجم القوات التي ستعمل داخل القطاع وكذلك تقليص مهامها مقارنة بما كان مخططا له مسبقا.
وتزامن ذلك مع لقاء جمع زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد بنتنياهو، جدد خلاله لابيد تعهده بمنح رئيس الحكومة “شبكة أمان سياسية” كاملة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تضمن إعادة باقي الرهائن.
وكتب لابيد عبر منصة “إكس”: “يمكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، نحن على بعد قرار واحد فقط للكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) لإتمام الصفقة”.
ويهدد وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط حكومة نتنياهو حال التوصل إلى اتفاق مع حماس، وعدم إعادة احتلال قطاع غزة وفرض حكومة عسكرية فيه.
ويرى مراقبون أن مماطلة إسرائيل تشي بأنها أميل لتوسيع عملياتها العسكرية، وأن ما ينشر عن تأخير العملية الشاملة أو تقليصها ما هو إلا مجرد ذرا للرماد في العيون، وهو تحليل خلصت إليه حركة حماس التي اتهمت نتنياهو بالسعي إلى الاستمرار في حرب بلا نهاية، دون الاكتراث بمصير باقي الرهائن، لتحقيق أهداف شخصية تتمثل في الحفاظ على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة.
وفي تصريحات لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، كشف عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة باسم نعيم، انخراط الحركة في محادثات “مباشرة” مع الولايات المتحدة، وأنها تعتقد أن الرئيس الأميركي ترامب قادر على التوسط في اتفاق.
وقال إن الحركة عرضت مقترحا عبر وسطاء ومباشرة مع بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية، يدعو إلى “تبادل أسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول جميع المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار القطاع من دون هجرة قسرية”، وذلك بعد وقف الحرب.
وتطرق نعيم إلى انفتاح حماس على التخلي عن حكم غزة، قائلا: “أبلغنا الأميركيين أيضا أننا مستعدون مجددا لتسليم الحكم فورا إذا وصلنا إلى نهاية لهذه الحرب”.
وأضاف أن حماس “قبلت مقترح السلام المصري، الذي يتحدث عن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسيا لإدارة قطاع غزة”.
وجاء موقف حماس في وقت تتزايد بيه الضغوط على نتنياهو، لا سيما في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ومنعها إدخال أي مساعدات منذ حوالي شهرين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من سكان القطاع، وسط تحذيرات من حدوث مجاعة وشيكة.