رد الأمير تركي الفيصل، العضو البارز في العائلة الحاكمة السعودية، بطريقة فكاهية على سؤال يتعلق بصحة “ما يثار من خلافات بين المملكة والإمارات”، وذلك في جلسة خلال المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي.
وكانت الجلسة تضم الفيصل وهو الرئيس السابق للمخابرات السعودية والمستشار الإماراتي الرئاسي أنور قرقاش.
وطرح السؤال الإعلامي عماد الدين أديب، بقوله الأربعاء: “معنا في حالة نادرة خبير سعودي وخبير إماراتي ولكل منهما ثقل.. لو ما سألت السؤال هذا سأتعرض لأزمة قلبية”.
وأضاف: “على السوشال ميديا نشوف شد وجذب بين السعودية والإمارات بينما نرى على مستوى اللقاءات ابتسامات وتوقيع اتفاقيات. نصدق مين؟ هل أنتم متنافسين؟ ومختلفين؟ جاوبوني”.
وسرعان ما رد الأمير تركي الفيصل بقوله: “أنا أجاوبك”، والتفت إلى قرقاش وسأله: “أخ أنور هل بينا خلاف؟”، وهو ما دفع الحضور للتصفيق.
الأمير تركي الفيصل يسأل المستشار أنور قرقاش : هل يوجد خلاف بيننا !!
المواطن الإماراتي مواطن سعودي
والمواطن السعودي مواطن إماراتي ولا فرق بينهم#صحيفة_المدينة #المملكة #الامارات pic.twitter.com/EkTTJgZD74— صحيفة المدينة (@Almadinanews) January 3, 2024
ورد المستشار الإماراتي قائلا: “كل ما يجري في السعودية إيجابي للإمارات والذي يجري في الإمارات إيجابي للسعودية.. وما يجري في المنطقة تعزيز لموقع العرب”.
وأشار الفيصل إلى إحصائية تتعلق بعدد الرحلات الجوية بين السعودية والإمارات، موضحا أنها أكثر من 39 رحلة في اليوم.
واعتبر أن الرقم “دليل على سوق لركاب هذه الخطوط التي تبحث عن الربح. لو نرى الطائرات التي تأتي بين البلدين دائمة مكتظة. المواطن الإماراتي مواطن سعودي والمواطن السعودي مواطن إماراتي.. لا فرق بينهم”.
وعلى مدى العامين الماضيين سلطت وسائل إعلام غربية الضوء على ما قالت إنه “خلاف وتنافس إماراتي سعودي”، وانعكست آثاره على أكثر من مجال وساحة.
لكن لم يتم تأكيد التقارير بشكل رسمي من الرياض وأبوظبي، حتى جاء الرد والجواب الفوري من قبل الفيصل وقرقاش.
وذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، يوليو 2023، أن العلاقات بين السعودية والإمارات تدهورت لدرجة دفعت ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لوصف المسؤولين في الدولة الخليجية الجارة بأنهم “طعنونا في الظهر”، حسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن ولي العهد أخبر مجموعة من الصحفيين في ديسمبر 2022 بأن المملكة مستعدة لاتخاذ “إجراءات عقابية” إزاء الإمارات إذا لم تستجب لقائمة من المطالب.
وأضاف أن الإجراءات ستكون “أسوء مما فعلت بقطر”، في إشارة إلى الأزمة السياسية التي اندلعت في 2017 وشهدت مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية قادتها السعودية والإمارات ضد قطر.
وحسب تقرير “وول ستريت جورنال”، فإن ما قاله محمد بن سلمان للصحفيين جاء عقب خلافات متصاعدة بين السعودية والإمارات حول السياسات تجاه اليمن وحول قرارات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
ونقل التقرير عن مسؤولين في البلدين أنه في مسعى لخفض التوترات، جرى تبادل مخاطبات حوت شكاوى ومطالبات بتغيير السياسات.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الإماراتي، الشيخ، محمد بن زايد حذر ولي العهد السعودي في أواخر 2022 من أن تصرفاته تقوض العلاقات بين البلدين.
كما اتهمه بالتقرب الزائد من روسيا فيما يتعلق بسياسات المملكة النفطية وكذلك في الاتفاق الدبلوماسي مع إيران، من دون التشاور مع الإمارات.
وندرت الاجتماعات العامة بين الزعيمين في الأعوام القليلة الماضية في ظل تنافس الحليفين على استقطاب الاستثمارات وبسط النفوذ في المنطقة، حسب تقرير سابق لوكالة “رويترز”.
ولم يشارك الرئيس الإماراتي في القمة العربية التي دعا لها الأمير محمد بن سلمان بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للرياض في ديسمبر 2022.
وكذلك لم يتواجد ولي العهد السعودي عندما التقى محمد بن زايد بزعماء عرب في قمة بالإمارات في يناير 2023.
لكن في أكتوبر الماضي وفي أعقاب هجوم حركة حماس ضد إسرائيل وما تبعه من اندلاع الحرب في غزة أجرى الرئيس الإماراتي بن زايد زيارة إلى الرياض والتقى بولي العهد السعودي، كما حضر قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).