تزداد ثقة أجهزة الاستخبارات الأميركية في التقارير الخاصة بعدد القتلى التي تعلن عنها السلطات الصحية في غزة، وفق ما نقلته “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هذا الاعتماد على البيانات الفلسطينية هو تحول جزئي من قبل إدارة الرئيس (الأميركي) جو بايدن، التي وصفت في وقت سابق من الحرب الأرقام الواردة من غزة بأنها غير جديرة بالثقة.
وقال الرئيس الأميركي، في نهاية أكتوبر الماضي، إنه “لا يثق في صحة عدد القتلى الذي يعلنه الفلسطينيون” في قطاع غزة، مشيرا إلى السلطات التابعة لحماس.
والجمعة، صرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن “الكثير جدا” من الفلسطينيين لقوا مصرعهم وعانوا فيما تشن إسرائيل حربا لا تهدأ على حركة حماس في قطاع غزة.
وفي حديثه للصحفيين في نيودلهي، قال بلينكن: “هناك حاجة للكثير لحماية المدنيين والتأكد من وصول المساعدة الإنسانية إليهم. لقد قتل الكثير جدا من الفلسطينيين، عانى الكثير جدا منهم خلال الأسابيع الماضية، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن لرفع الأذى عنهم وزيادة المساعدات التي تصل إليهم”.
والأربعاء، أدلت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بشهادتها أمام الكونغرس ورجحت أن يكون إجمالي عدد القتلى في غزة قد يكون أعلى مما تعلنه السلطات في غزة.
الخارجية الأميركية: حصيلة القتلى في غزة قد تكون أعلى بكثير
رجح مسؤولون أمريكيون أن عدد القتلى في قطاع غزة قد يكون أعلى بكثير مما يزيد على 10 آلاف حالة أبلغت عنها وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في القطاع، مشيرين إلى أن الشكوك حول سلامة الإحصاءات التي أصدرتها السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حركة حماس قد تقلل من حجم الكارثة الإنسانية، وفق ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقالت: “نعتقد أنها مرتفعة للغاية، بصراحة ، ويمكن أن تكون أعلى مما يتم الإعلان عنه”.
وأضافت أنه في أوقات الحرب يصعب الحصول على تقييم دقيق، “لن نعرف إلا بعد أن تصمت الأسلحة”.
ورفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية والبيت الأبيض التعليق للصحيفة.
وقال البيت الأبيض والبنتاغون إن الآلاف لقوا حتفهم في غزة لكنهما لم يتمكنا من تحديد عددهم. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق، إنها “غير قادرة على تقديم تأكيدنا المستقل للرقم”.
وبرز عدد القتلى في غزة بشكل لافت في النقاشات العالمية حول الرد الإسرائيلي على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقالت السلطات الصحية في غزة، الجمعة، إن أكثر من 11 ألف شخص قتل خلال الحرب معظمهم من النساء والأطفال، في أحدث حصيلة، الجمعة.
ولا تميز الأرقام بين المسلحين والمدنيين، وفق ما ذكرته ليف.
وأثار حجم الخسائر الفلسطينية تعاطفا شعبيا مع الفلسطينيين وأثار انتقادات للحملة العسكرية الإسرائيلية التي تقول إسرائيل إنها ضرورية للقضاء على حماس وحماية البلاد من المزيد من هجمات المتشددين.
وتقول إسرائيل إن حماس تدمج نفسها في البنية التحتية المدنية وتستخدم سكان غزة كدروع بشرية. وتنفي حماس ذلك. وقد وصف المنتقدون، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نهج إسرائيل بأنه مفرط، بحسب الصحيفة.
وأصدرت وزارة الصحة في غزة، في أكتوبر الماضي، قائمة بأسماء 6,747 شخصا، قالت إنهم قتلوا في الحرب، إلى جانب أرقام بطاقات هويتهم ومعلومات أخرى، “ولم يشكك مسؤولو إدارة بايدن في أرقام الوزارة منذ نشر القائمة”، وفق الصحيفة.
بلينكن: “كثير جدا” من الفلسطينيين لقوا مصرعهم في حرب إسرائيل على حماس
صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الجمعة، بأن “الكثير جدا” من الفلسطينيين لقوا مصرعهم وعانوا فيما تشن إسرائيل حربا لا تهدأ على حركة حماس في قطاع غزة. وحث بلينكن إسرائيل على تقليل الضرر الذي يطال المدنيين وزيادة المساعدة الإنسانية التي تصل إليهم.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين إن الولايات المتحدة جمعت بعض المعلومات الاستخباراتية حول تأثير القصف الإسرائيلي لغزة، لكنها لم تتمكن من جمع بيانات مستقلة كافية لتأكيد الرقم الفلسطيني أو استخلاص استنتاجها الخاص بشأن الحصيلة الإجمالية.
وقالت الصحيفة إنه في النزاعات منذ عام 2008، لم تختلف الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة في غزة بشكل كبير عن حسابات إسرائيل الخاصة بعد الحرب للوفيات الفلسطينية في غزة، على الرغم من أن الجانبين يختلفان حول عدد القتلى من المدنيين وليس المسلحين.
وتأتي حصيلة القتلى في غزة بسبب القصف الذي تشنه إسرائيل على القطاع ردا على الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي، والذي تسبب بمقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.