أعلن الجيش الأوكراني أن القتال الأكثر سخونة على خط المواجهة مع روسيا البالغ طوله 640 ميلا تقريبا يدور في ضواحي مدينة سيليدوف.
ونقلت صحيفة إندبندنت البريطانية عمن أسمتهم مراقبي الحرب قولهم إن القوات الروسية تحقق “تقدما تكتيكيا كبيرا وسريعا” في سيليدوف شرقي أوكرانيا.
وتشير بيانات نقلا عن مصادر مفتوحة إلى أن القوات الروسية تقدمت في سبتمبر/أيلول الماضي بأسرع معدل لها منذ مارس/آذار 2022، على الرغم من سيطرة أوكرانيا على جزء من منطقة كورسك الروسية.
واستمر هذا التقدم السريع في الأسبوع الماضي، إذ يبدو أن القوات الروسية تتجه نحو مدينة سيليدوف، التي تقع على بعد أقل من 10 أميال جنوب هدفها الرئيسي، مدينة بوكروفسك الأكبر، وهي محور دفاعات منطقة دونيتسك الأوسع.
وتنسب إندبندنت إلى مركز دراسات الحرب، ومقره في الولايات المتحدة، قوله إن “التقدم الروسي في سيليدوف قد يتسبب قريبا في انسحاب القوات الأوكرانية من المنطقة لتجنب الوقوع في فخ جيب منهار”.
وأظهر مشروع رسم للخرائط، المعروف باسم “ديبستات” والمقرب من الجيش الأوكراني، في إحدى خرائطه تقدم القوات الروسية، التي تسيطر على الضواحي الشرقية لسيليدوف، نحو الخطوط الأمامية الأوكرانية، في حين تم تقييم جزء كبير من مركز هذه الخطوط على أنه “منطقة رمادية” متنازع عليها.
ويقول المدون العسكري البارز يوري بودولياكا، الأوكراني المولد والموالي لروسيا، “لقد انهارت دفاعات العدو فجأة”، كما قدم مدونون آخرون مؤيدون لروسيا روايات مماثلة، وقالوا إنها تسيطر الآن على جزء من سيليدوف.
وأدى الهجوم الروسي الذي استمر شهورا في اتجاه بوكروفسك إلى استيلاء موسكو على نحو 300 ميل مربع من الأراضي منذ السيطرة على مدينة أفدييفكا في فبراير/شباط الماضي.
ويقدر مسؤولو المخابرات الغربية أن روسيا تكبدت أعلى خسائر في الأفراد العسكريين في الأشهر القليلة الماضية منذ بدء حربها على أوكرانيا، وبلغ متوسط خسارتها ما بين 1000 و1200 عسكري شهريا.
ومع ذلك يمكن الآن رؤية تمدد واسع بارز من خط المواجهة الروسي إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك.
وشمل التقدم الروسي المنطقة المعروفة باسم دونباس، وكذا منطقة لوهانسك، التي تسيطر عليها روسيا بالكامل تقريبا، وهي موقع قتال بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014.
ولم يخفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبته في السيطرة على دونباس بأكملها، وأصبحت سيليدوف، الواقعة بين كوراخوف وبوكروفسك، الآن نقطة محورية في الهجوم الجنوبي لروسيا.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن أكثر الهجمات الروسية كثافة على طول خط المواجهة بأكمله تجري حاليا بالقرب من سيليدوف، وإن روسيا استخدمت كلا من الطائرات المقاتلة والقاذفات لدعم هجومها هناك.
ولم تذكر هيئة الأركان العامة ما إذا كان الروس موجودين في المدينة أم لا، أو ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد تراجعت.
ومنذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، سيطرت القوات الروسية على مناطق شاسعة من مقاطعة خيرسون الجنوبية، ودعا بوتين الجنود الأوكرانيين إلى إلقاء أسلحتهم على الفور والذهاب إلى ديارهم، ثم بدأت موسكو يوم 26 فبراير/شباط 2022 توسيع نطاق هجماتها لتشمل المناطق كافة.
ومن ثم تسارعت التطورات الميدانية، مما جعل كييف تعترف بتقدم القوات الروسية شرقا وسيطرتها على مدن عديدة من إقليم دونباس يوم 27 أبريل/نيسان 2022.
وأمام هذا التقدم الروسي المتسارع، أعلن وزير الدفاع الأوكراني يوم 11 يوليو/تموز 2022 عن سعي بلاده لتشكيل جيش مليوني لاسترداد جنوبي البلاد من القوات الروسية.
وكانت أبرز التطورات الميدانية تلك التي شهدها شهر سبتمبر/أيلول 2022، إذ تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيق تقدم على أكثر من جبهة، ففي 11 سبتمبر/أيلول 2022 أعلنت كييف عن مكاسب عسكرية كبيرة بعد هجوم سريع على القوات الروسية شرقي البلاد، أدى إلى انسحاب روسي من بلدات رئيسية.
ثم أعلنت روسيا في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 استدعاء جنود الاحتياط والمدانين بجرائم خطيرة، الذين غادروا السجون بهدف التعبئة وزيادة القدرات العسكرية.
ومع حلول العام 2023 وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شعبه بتحقيق النصر، وبعد نحو 11 شهرا من المعارك بين روسيا وأوكرانيا، تراجع عدد الدبابات التي يستخدمها الجيش الأوكراني في معاركه بسبب خسارة عدد منها، وخروجها عن الخدمة.