نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل العملية التي استشهد فيها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار جنوبي قطاع غزة، والتي أظهرت أن الرجل ظل يقاوم حتى الرمق الأخير من حياته.
وكان رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية أعلن اليوم رسميا استشهاد السنوار، مشددا على السير على دربه في مقارعة الاحتلال حتى دحره.
ويظهر تقرير بثته قناة الجزيرة محاكاة لأبرز مراحل العملية التي استشهد فيها السنوار، وأظهر كيف أن لحظاته الأخيرة كانت مشهدا سورياليا لم يكن لأحد أن يتوقعه، ولا جيش الاحتلال ذاته.
وبدت الصور التي نشرها الاحتلال الإسرائيلي مخالفة لكل دعاياته، حيث ظهر السنوار جريحا على أريكة، في مبنى فوق الأرض لا تحتها، وحيدا في لقطة من طائرة مسيّرة، جريحا، يرمي عصاه عليها، ليرد الجيش الإسرائيلي عليه بقصف المبنى بالمدفعية وهو فيه.
فكيف بدت اللحظات الأخيرة للسنوار حسب تصريحات جيش الاحتلال؟
وحسب تقرير الجزيرة، فقد أظهرت مقاطع الفيديو التي بثها الاحتلال أن السنوار كان قد لجأ إلى هذا المبنى في حي تل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة. وقبل لجوئه إلى المبنى رصدت قوات عسكرية 3 أشخاص يهرولون، فقامت قوة بمهاجمة الثلاثة ما أدى إلى تفرقهم، ودخول أحدهم المبنى.
ولم تعرف القوات في ذلك الوقت هوية الأشخاص، لكن الشخص المتحصن في المبنى كان قد ألقى قنبلتين على القوة المهاجمة له في الداخل، وأصيب أحد جنود الاحتلال بجروح خطرة بنيران السنوار ورفاقه.
فأرسل جيش الاحتلال طائرة مسيّرة لتمشيط المبنى؛ ليظهر فيه السنوار على الأريكة مصابا، لم يكتف السنوار بإلقاء القنابل اليدوية، بل ألقى عصا في آخر لحظات حياته على الطائرة وهو ملثم بكوفيته الفلسطينية.
وبعد الاشتباك مع السنوار عن قرب وإلقائه القنابل، وإلقائه العصا على المسيّرة، طلبت قوات الاحتلال دعم المدفعية للتخلص من المقاوم الداخل إلى المبنى لتطلق نيران المدافع عليه من بعيد.
ودخلت القوة العسكرية لجيش الاحتلال المبنى لتمشيطه، لتجد أن من قتلته لم يكن إلا السنوار، الذي لم يكن -كما يضيف تقرير الجزيرة- مختبئا في نفق، ولا محاطا بأسرى، ولا دروع بشرية، بل كان هو من يحاربهم بكل ما لديه، من جعبة ورصاص وقنابل، وحتى عصا.