انقسام في إسرائيل بشأن خطة بايدن ونتنياهو يتمسك بمواصلة الحرب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ساد الانقسام مواقف المسؤولين الإسرائيليين تجاه خطة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يركّز على القضايا الخلافية، مما يضر بفرصة موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح الصفقة الأميركي.

وأكد نتنياهو لأعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، اليوم الاثنين، أن ما وصفه بالادعاء أن تل أبيب وافقت على وقف إطلاق النار دون تحقيق شروطها ليس صحيحا.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر، الاثنين، أن نتنياهو يعتبر خطة بايدن لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة “غير مكتملة”.

ونقل المتحدث عن نتنياهو قوله إن “إسرائيل ستمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إنهاء حماس كقوة عسكرية وسياسية”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت، في وقت سابق اليوم، عن نتنياهو قوله إن ما عرضه الرئيس بايدن بشأن مقترح الصفقة لم يكن دقيقا، رافضا الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها.

وقال نتنياهو -وفق ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية- إنه “لن يستعرض تفاصيل الصفقة، لكن ما عرضه بايدن ليس دقيقا، وهناك تفاصيل لم تكشف”. وأضاف أنه “يمكننا وقف القتال 42 يوما لإعادة الرهائن، لكننا لن نتخلى عن النصر المطلق”.

ورغم تصريحات نتنياهو، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان خلال منتدى التأثير العالمي “غلوبل امبكت فوروم” في واشنطن، الاثنين، “لقد رأينا مجددا استعدادا من إسرائيل في نهاية الأسبوع للمضي قدما وإبرام اتفاق”.

وأضاف “كل هؤلاء الأشخاص الذين دعوا إلى وقف إطلاق النار طوال هذا الوقت، عليهم أن يوجهوا أعينهم إلى حماس هذا الأسبوع ويقولوا: حان وقت الجلوس إلى الطاولة، وإبرام هذه الصفقة”.

من جهته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في تصريحات اليوم الاثنين، إن حماس قالت إنها تلقت خطاب بايدن بـ”إيجابية”، وينبغي أن توافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وكانت حماس قالت في رد فعلها الأولي إنّها “تنظر بإيجابية” إلى المقترح، مشدّدة في الوقت نفسه على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا إسرائيليا كاملا من غزة.

وانتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش خطة بايدن، وهددا بإسقاط الحكومة.

وهدد بن غفير بتفكيك الحكومة إذا وافق نتنياهو على الصفقة دون القضاء على حماس، وأضاف أن المماطلة في إطلاعه على المسودة تعني أن هناك اتفاقا سيئا سيؤدي إلى إنهاء الحرب دون “إبادة حماس”، وطالب بعرضها فورا، مؤكدا أنه لن يتخذ قرارا قبل ذلك.

وقال بن غفير، في مؤتمر صحفي، إن خطة بايدن تعني إنهاء الحرب على غزة دون القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ودون تحقيق أهداف الحرب.

وأضاف بن غفير، في مؤتمر صحفي، أن نتنياهو أبلغه قبل يوم أنه يمكنه الاطلاع على مسودة الصفقة، لكنه لم يقدمها له حتى الآن، بل قال له مساعدو نتنياهو إنه لا توجد مسودة، حسب قوله.

سموتريتش اعتبر أن المقترح الذي قدمه بايدن بشأن إنهاء الحرب “خطير” (الفرنسية)

تصريحات سموتريتش

من جهته اعتبر سموتريتش أن المقترح الذي قدمه بايدن بشأن إنهاء الحرب “خطير”.

وأضاف سموتريتش أنه قال لنتنياهو إنهم سيعارضونه “إذا اختار الهزيمة”، في إشارة إلى احتمال موافقته على وقف إطلاق النار.

لكن زعيم المعارضة يائير لبيد قال إن الحكومة “لا يمكنها تجاهل خطاب بايدن المهم”، متعهدا بدعم نتنياهو إذا استقال شركاؤه اليمينيون المتطرفون من الائتلاف.

ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مصدر سياسي -لم تسمه- قوله إن إسرائيل مستعدة للتباحث مع حركة حماس بشأن إنهاء الحرب.

من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو يركز على القضايا الخلافية، مما يضر بفرصة موافقة حماس على مقترح الصفقة الأميركي.

وكان بايدن تحدث، الجمعة الماضي، عن مقترح إسرائيلي جديد للتوصل إلى صفقة هدنة وتبادل أسرى مع حماس، وطالب إسرائيل بالمضي قدما في هذا الاتجاه.

وأوضح أن المرحلة الأولى تستمر 6 أسابيع، وتتضمن “وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين”.

ولفت بايدن إلى أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة على وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، في حين تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *