وبينما طال القصف في القطاع عدد من المنازل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مناطق قريبة من 3 مستشفيات في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي على التقارير التي أفادت بأن إسرائيل قصفت مواقع قريبة من مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة وبالقرب من مستشفى القدس غرب غزة وبالقرب من المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، كما طال القصف محيط المستشفى الكويتي في رفح.
ولم ترد أنباء بعد عن وقوع أضرار أو إصابات في المستشفيين الآخرين أو بالقرب منهما.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن أهالي قطاع غزة عاشوا “ليلة مرعبة” مع استمرار الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء عشرات الصواريخ والقنابل على المنازل فوق رؤوس أهلها وساكنيها.
وأفادت مصادر طبية، بأنه مع نهاية اليوم السادس عشر للهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر الجاري، “استشهد أكثر من 400 مواطن غالبيتهم من الأطفال والنساء”، بحسب ما ذكرت “وفا”، مشيرة إلى أن الطيران الإسرائيلي نفذ ما لا يقل عن 25 هجوماً، الأحد، مستهدفا المنازل بشكل مباشر دون تحذير الأهالي، في خطوة تعطي الضوء الأخضر لقوات الاحتلال باستهداف أكبر عدد من المواطنين.
وبحسب وزارة الصحة، فإن الهجمات الإسرائيلية دمرت أحياء سكنية بشكل كامل ومسحتها عن خارطة قطاع غزة، وجعلتها ركاما فوق بعضها، كما شطبت عائلات بشكل كامل من السجل المدني في عدد من مدن ومخيمات القطاع.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الإثنين، 11 فلسطينياً على الأقل من بلدة بني نعيم جنوب الخليل، فيما أصيب شاب بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات القوات الإسرائيلية مخيم الجلزون شمال رام الله، بحسب ما ذكر تلفزيون فلسطين، الذي أضاف أن القوات الإسرائيلية اقتحمت المنطقة الشرقية في مدينة نابلس.
انهيار المنظومة الصحية
في الأثناء، لفتت وزارة الصحة، إلى أن الوضع الطبي بالقطاع “في أسوأ أحواله ويعاني من انهيار إلى انهيار، فالغارات الإسرائيلية تتعمد استهداف الأحياء السكنية في قطاع غزة ما يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة في آن واحد، ولم تعد المستشفيات تتسع للجرحى، وكذلك ثلاجات الموتى ممتلئة، عدا عن الاستهداف المباشر للنظام الصحي”.
وتسعى إسرائيل إلى إحداث إرباك في المنظومة الصحية عبر التهديد المباشر للمستشفيات بالإخلاء والقصف، أو من خلال قصف مناطق قريبة منها، خاصة بعد مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني.
وما يزيد العبء على المستشفيات، وجود مئات الأسر التي لجأت إلى المستشفيات كملاذ آمن لهم ولأطفالهم.
الأونروا تعلق خدماتها
في حديث خاص لسكاي نيوز عربية، كشفت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، تمارا الرفاعي، عن أسباب قرار الوكالة بتعليق خدماتها التعليمية والصحية في الضفة الغربية، وموقف المساعدات الراهنة في قطاع غزة الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للأسبوع الثالث على التوالي، والتي أفضت إلى أزمة إنسانية وصحية فادحة.
وقالت الرفاعي إن قرار تعليق الخدمات في الضفة الغربية يأتي بسبب عملية المداهمة والغارات الجوية المستمرة، والتي على إثرها باتت “الأونروا” غير قادرة على مواصلة العمل في خدماتها، خاصة مع مواصلة أعمال العنف والتوترات الأمنية.
وأوضحت أن الحال ذاته ينطبق على قطاع غزة، حيث تم تعليق العمل في المؤسسات التعليمية والخدمات الصحية التابعة للوكالة، وقالت: “نحن في نزاع مسلح، وفي الحرب لا نستطيع إبقاء المدارس والخدمات الصحية بنفس الطريقة التي نعمل بها، بالإضافة أن معظم مدارس الوكالة مجهزة لتتحول إلى ملاجئ”.
وبالفعل، نزح حوالي نصف مليون لاجئ في قطاع غزة، إلى 150 مدرسة من المدارس التابعة لـ”الأونروا”، وفق المتحدثة.
بيد أن الوكالة كشف أمس عن طلب إسرائيل إخلاء 5 مدارس من المواطنين الذين يحتمون داخلها “في أسرع وقت ممكن”.
وأعربت الوكالة الأممية عن أسفها قائلة “لقد فعلنا ما في وسعنا للاحتجاج ورفض هذا القرار، لكن الخلاصة هي أنه من الآن فصاعدا لم تعد بنانا التحتية آمنة”.