تصدرت مدينة أصفهان بإيران، عناوين الأخبار، صباح الجمعة، في أعقاب تقارير عن تعرضها لضربة إسرائيلية، بعد سماع دوي انفجارات فجرا، بالمدينة الواقعة وسط البلاد وتضم “قلب إيران النووي” وقاعدة جوية فيها مقاتلات أميركية قديمة.
وتُعد محافظة أصفهان مدينة استراتيجية بالنسبة لإيران، حيث أنها موطن لعدد من المنشآت العسكرية المهمة، بما في ذلك مرافق نووية وقاعدة جوية رئيسية ومصانع متخصصة في إنتاج وتجميع الصواريخ وغيرها من الأسلحة.
وذكرت التقارير الأولية لوكالة أنباء “فارس” الإيرانية بشأن الهجمات الإسرائيلية المزعومة، أن “ثلاثة انفجارات” سُمعت بالقرب من منطقة قهجافارستان، القريبة من مطار أصفهان وقاعدة شكاري الجوية العسكرية.
وذكر المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية، حسين دليريان، أنه تم “إسقاط عدة طائرات مسيّرة بنجاح”.
وشدّد مسؤولون إيرانيون على أن منشآتهم النووية “آمنة”، ولم تتعرض لأي هجوم. وهذا ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أشارت إلى عدم وقوع أي ضرر في المواقع النووية الإيرانية في الهجوم الذي، يُعتقد أن إسرائيل شنته على إيران.
مركز نطنز النووي
وأصفهان ثالث أكبر مدينة في إيران بعد طهران ومشهد، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2 مليون نسمة، وتقع على بعد 406 كيلومترا، جنوب العاصمة، وهي المدينة الرئيسية بمحافظة تحمل نفس اسمها، بحسب موقع جامعة أصفهان للتكنولوجيا.
وتشكل أصفهان “قلب إيران النووي” حيث تقع فيها أشهر منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، وتحديدا بمدينة نطنز، بينما تتم عملية تحويل اليورانيوم في منطقة زردنجان، جنوب شرق المدينة، وفقا لصحيفة الغارديان.
وبدأ تشييد منشأة نطنز عام 1999، وتشغّل ثلاثة مفاعلات بحثية صغيرة مزودة من الصين، بالإضافة إلى إنتاج الوقود وأنشطة أخرى للبرنامج النووي الإيراني.
وسبق أن استُهدف الموقع بهجمات نسبت إلى إسرائيل. كما تعرض لانفجار في نوفمبر 2011، وفقا لصحيفة الغارديان.
وتضم منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران، كلا من محطة تخصيب الوقود التجاري، ومحطة لتخصيب الوقود التجريبي، وفقا لموقع مبادرة “التهديد النووي”، هي منظمة أمنية عالمية غير حكومية، تركز على الحد من التهديدات النووية والبيولوجية التي تعرض البشرية للخطر.
وتتكون المنشأة من ثلاثة مبان تحت أرضية، اثنان منها مصممان لاستيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي، و6 مبان فوق الأرض، اثنين منها، عبارة عن قاعات بمساحة 2.500 متر مربع تستخدم لتجميع أجهزة الطرد المركزي الغازية، وفقا للمصدر ذاته.
وتضم المدينة أيضا مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، والذي تم بناؤه بمساعدة صينية وافتتح في عام 1984، وهو أكبر مجمع للأبحاث النووية في إيران ويعمل به حوالي 3000 عالم، بحسب المبادرة.
قاعدة جوية تضم مقاتلات أميركية قديمة
وتعتبر أصفهان أيضا موطنا لقاعدة جوية إيرانية رئيسية وهي قاعدة “شكاري عباس بابايي”.
ويقول مراد ويسي، عضو هيئة تحرير موقع “”إيران إنترناشنال”، إن قاعدة بابايي الجوية هي واحدة من أهم القواعد الجوية في إيران.
وتضم القاعدة، وهي واحدة من أصل 17 قاعدة إيرانية، أسطول إيران القديم من مقاتلات “أف ـ 14 تومكات” الأميركية الصنع، والتي تم شراؤها قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
مقاتلات أميركية قديمة.. طهران تدَّعي تصنيع طائرات حربية
قبل أيام قالت وكالة تسنيم إنه تم تسليم ثلاث طائرات مقاتلة تم تطويرها في إيران، حيث أشاد المسؤولون العسكريون بالقدرة على الاكتفاء الذاتي حتى في بناء الطائرات العسكرية.
كما شوهدت فيها، بطارية دفاع جوي روسية الصنع من طراز “أس 300″، وفقا لتقييم للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وتضم هذه القاعدة حاليا كتيبتين من طائرات F-14 وF7 الاعتراضية، إلى جانب كتيبة تدريب من طائرات FT7، وفقا للموقع الإيراني.
وتكهنت تقارير أولية، بأن منشأة “رادار” في القاعدة، ربما كانت الهدف المقصود للهجوم الإسرائيلي المزعوم، وفقا للغارديان.
يتشكّل أسطول القوات الجوية الإيرانية نحو 300 طائرة من طرازات مختلفة، منها إلى جانب طائرات أميركية الصنع من طراز “أف-4” و”أف-14″، روسية “ميغ 29 وأس يو 25″، وصينية من طراز “أف-7”. كذلك، يضم، إضافة الى طائرات فرنسية من طراز “ميراج”، وفقا لفرانس برس.
منشآت تجميع الصواريخ
وتضم أصفهان التي تعد أيضا واحدة من المراكز السياحية في إيران، منشآت لإنتاج الأسلحة بداخل المدينة وحولها، بحسب الغارديان.
وأشار تقرير صدر عام 2001 إلى منشأتين للبحث والتطوير بالقرب من أصفهان وطهران ، حيث كان العلماء يعملون باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الروسية “SS-4″، والتي اعتمدتها إيران لتطوير “شهاب 4″، هو صاروخ باليستي بعيد المدی يصل مداه إلی أکثر من 3 آلاف کم، وفقا لمعطيات أوردتها المبادرة.
ومن بين هذه المنشآت “مجمع الصواريخ في أصفهان”، الذي يعد أكبر موقع لتجميع وإنتاج الصواريخ في إيران.
وتم بناء المجمع بمساعدة كوريا الشمالية والصين في أواخر الثمانينات، ويقوم بتصنيع الوقود الدفعي الصلب والسائل ومكونات الصواريخ، وتقوم بتجميع صواريخ من طراز “شهاب” والصواريخ الصينية HY-2 Silkworm وM-Class، وفقا المصدر ذاته.
وفي أوائل العام الماضي، تم شن هجوم على ما يُزعم أنه منشأة إنتاج أسلحة متطورة في المدينة، نسبته السلطات الإيرانية إلى إسرائيل.
وكما هو الحال في الهجوم المزعوم الحالي، تم استهدافها بـ3 مسّيرات، بحسب الغارديان.
وفي أعقاب هجوم العام الماضي، تضيف الغارديان، أن روايات المسؤولين الإيرانيين، كانت أيضا متضاربة، وزعموا أنه تم إسقاط طائرتين مسيّرتين، بينما ألحقت الثالثة، أضرارا طفيفة بسقف المصنع، فقط.