النظام السوري يفقد نفوذه شرق الفرات بعد عملية “القرى السبع”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

بإعلان “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) سيطرتها على سبع قرى في ريف محافظة دير الزور يكون نفوذ النظام السوري والميليشيات الإيرانية قد انتهى بشكل كلي في المناطق الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

والقرى التي سيطرت عليها “قسد” صباح الاثنين، هي الصالحية، طابية، حطلة، خشام، مرّاط، مظلوم، حسينية. وتقع كلها في ريف دير الزور الشرقي، أي على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وجاءت السيطرة بموجب عملية أطلقها “مجلس دير الزور العسكري”، وأهو أحد التشكيلات المنضوية داخل “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وفي بيان نشرته “قسد” قالت إن القرى التي سيطرت عليها كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

وأضافت أن السيطرة عليها تأتي “نظرا للأوضاع الأمنية الخطيرة الناجمة عن الأحداث الأخيرة غرب سوريا وصولا إلى البادية، مع وجود مخاطر جدية تتعلق بتحرك وشيك لخلايا كبيرة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي للسيطرة الجغرافية على مناطق غير محمية وخاصة في شمال وشرق دير الزور”.

وأكدت “قسد” أن قواتها أصبحت مسؤولة عن حماية الأهالي في هذه القرى، الواقعة في محيط حقل كونيكو للغاز، شمالي دير الزور.

لماذا الآن؟

وتتلقى “قسد” دعما من التحالف الدولي، وذكرت شبكات إخبارية محلية وصحفيون لموقع “الحرة”، الاثنين، أن تقدمها على القرى السبع جاء بتغطية من الطيران الحربي التابع للولايات المتحدة الأميركية.

كما نفذت قواعد التحالف الدولي سلسلة ضربات مدفعية وصاروخية طالت مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور.

عملية “قسد” جاءت بشكل مفاجئ ضد مواقع انتشار قوات النظام السوري وميليشيات إيران في دير الزور، وتزامنت مع الهجوم الكبير الذي تشنه فصائل مسلحة في شمال غربي البلاد ضد جيش النظام السوري في حلب وحماة.

كما جاءت بعد شهرين من هجمات استهدفت “قسد” في ريف دير الزور الشرقي، وحملت القوات الكردية مسؤوليتها للنظام السوري والميليشيات المرتبطة بإيران.

ويوضح مدير شبكة “دير الزور 24″، عمر أبو ليلى، أن العملية ترتبط بهدفين، الأول إعادة مهجري القرى إلى منازلهم، بعد مطالب متكررة أطلقوها منذ عام 2017.

ويذهب الهدف الثاني باتجاه “استغلال التوقيت” ولدرء خطر الهجمات التي كانت تتعرض لها قواعد التحالف الدولي في دير الزور، انطلاقا من القرى السبع.

ويشير أبو ليلى لموقع “الحرة” إلى أن العملية مرتبطة على نحو كبير بالتحالف الدولي والمكون العربي المهيمن على “مجلس دير الزور العسكري”.

ويضيف أن “التحالف كان عقد اتفاقا مع المكون العربي داخل قسد من أجل تحرير القرى، وهو ما حصل الاثنين”.

ويتابع أبو ليلى: “القوات الروسية وميليشيات إيران كانت تطمح للسيطرة والوصول إلى كونيكو، وتعرضت لعدة ضربات في السابق والآن فقدت القدرة كاملة”.

“خارج شرق الفرات”

بسيطرة “قسد” على القرى السبع تكون أنهت نفوذ النظام السوري والميليشيات الإيرانية المنتشرة شرق نهر الفرات.

وعلى صعيد القوات الكردية تكون وسّعت نفوذها في شرق الفرات، لتبقى مدينتين خارج سيطرتها في هذه المناطق، وهي تل أبيض ورأس العين.

ويوضح الصحفي في وكالة “نورث برس”، هوشنك حسن، لموقع “الحرة” أن أهداف العملية التي يشارك فيها التحالف الدولي و”مجلس دير الزور العسكري” يمكن تلخيصها في مسارين الأول ضد تنظيم داعش والثاني ضد إيران.

ويقول إن القرى الجديدة التي سيطرت عليها “قسد” كانت قد تحولت لنقطة انطلاق لهجمات ضد قواعد التحالف الدولي والمناطق الشرقية لنهر الفرات بقيادة مسلحي، إبراهيم الهفل، الذين تدعمهم إيران.

وكان التحالف الدولي قال في تقريره الربع السنوي مطلع العام الحالي إن هؤلاء المسلحين “يتلقون دعما صريحا من إيران والنظام السوري”.

ومن ناحية أخرى يرى حسن أن التطورات الحاصلة في شمال غرب سوريا قد تتيح فرصة لتنظيم داعش لشن هجمات.

وعلى أساس ذلك فإن “تأمين هذه القرى سيكون بمثابة تعطيل هجمات التنظيم قبل وقوعها في مناطق نفوذ التحالف الدولي وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية”، وفق قوله.

كما يعتبر أن “توقيت العملية وتزامنها مع التطورات في حلب وحماة يثبت أن الواقع السوري تغير ونحن اليوم أمام واقع جديد وكل القوى تسعى لتأمين مناطق سيطرتها”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *