المعارضة السورية تدخل حلب وتسيطر على مقارها الحكومية وقلعتها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

قالت المعارضة السورية المسلحة إن قواتها سيطرت -اليوم الجمعة- على قلعة حلب عقب إعلانها السيطرة على الكلية العسكرية وكلية المدفعية بحي الزهراء في مدينة حلب، وكذلك ريفها الغربي بالكامل، كما سيطرت على مدينة سراقب ذات الأهمية الإستراتيجية في محافظة إدلب إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها.

وقبل قليل، قالت المعارضة السورية إن قواتها سيطرت على مقر قيادة الشرطة في حلب، ومبنى المحافظة والقصر البلدي والساحة الرئيسية وسط المدينة، كما سيطرت على 14 حيا سكنيا غربي وجنوبي ووسط المدينة.

وأعلنت المعارضة السورية “فرض حظر تجوال في مدينة حلب حتى صباح الغد حفاظا على سلامة المدنيين”. وأكدت أنه “خلال ساعات قليلة سيتم تأمين حلب عسكريا وأمنيا ليعلن بعدها تحرير المدينة كاملة”.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أن مقاتليها دخلوا أول أحياء مدينة حلب حيث سيطروا على مركز البحوث العلمية في حلب الجديدة.

ونجحت الفصائل في كسر الخطوط الدفاعية لقوات النظام السوري في محاور أحياء الحمدانية وحلب الجديدة والزهراء، لتدخل إلى مدينة حلب.

وفجر اليوم، أعلن المقدم حسن عبد الغني المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في المعارضة المسلحة أن قواتهم سيطرت على ريف حلب الغربي بالكامل، بعد معارك ضارية مع قوات النظام السوري استمرت 36 ساعة.

السيطرة على سراقب

من جانب آخر، بسطت المعارضة المسلحة -الجمعة- سيطرتها على مدينة سراقب ذات الأهمية الإستراتيجية في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.

وانسحبت قوات النظام السوري من سراقب عقب تكبدها خسائر كبيرة جراء الاشتباكات مع المجموعات المسلحة المعارضة والتي استمرت يومين.

وتعتبر سراقب نقطة تقاطع لطريقي “إم 4″ الذي يربط محافظتي حلب (شمال) واللاذقية (غرب)، و”إم 5” الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق.

وشهد محيط مدينة سراقب -أمس الخميس- اشتباكات مع قوات النظام السوري، وتمكنت خلالها قوات المعارضة من السيطرة على 12 نقطة وقرية يومي الخميس والجمعة.

واليوم الجمعة تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على 14 قرية ونقطة في ريفي حلب وإدلب.

ويشهد محيط مدينتي سراقب (إدلب) والنيرب (حلب) الإستراتيجيتين اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والتنظيمات المدعومة من إيران.

وبذلك تكون قوات المعارضة السورية المسلحة قد سيطرت على 70 نقطة وقرية في ريفي حلب وإدلب، بمساحة تجاوزت 550 كيلومترا مربعا.

وقُتل في الاشتباكات عدد كبير من جنود النظام السوري وأُسر عدد كبير منهم، واغتنمت قوات المعارضة كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر.

وتشارك في العملية فصائل عدة، بينها هيئة تحرير الشام وأخرى من الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة.

ويأتي هذا التطور في اليوم الثالث لمعركة “ردع العدوان” التي أطلقتها المعارضة السورية المسلحة، ردا على ما قالت إنها اعتداءات متصاعدة وحشود للنظام لمهاجمة معاقلها.

غارات للنظام وروسيا

وفي المقابل، شنّ الطيران الحربي الروسي ونظيره التابع للنظام السوري 23 غارة على إدلب وقرى محيطة بها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -قبل قليل- إن قواتها الجوية قضت على ما لا يقل عن 200 مسلح في محافظتي حلب وإدلب خلال يوم.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أن 3 مدنيين قُتلوا وأصيب آخر -الجمعة- جراء غارة نفذتها طائرة حربية تابعة للنظام السوري على محطة وقود في إدلب.

كما قصفت الطائرات الروسية مقرا للمعارضة السورية المسلحة في مارع شمالي حلب دون أن يتم تسجيل خسائر في الأرواح.

وأعلن الجيش السوري -في بيان الجمعة- مواصلته “التصدي” لهجوم المعارضة في ريفي حلب وإدلب. وأشار إلى أن قواته تمكنت من “استعادة السيطرة على بعض النقاط التي شهدت خروقات خلال الساعات الماضية”.

من جهته، قال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن تعزيزات من الجيش السوري وصلت إلى مدينة حلب.

ومع تسارع التطورات الميدانية، اعتبرت الرئاسة الروسية أن ما يجري في حلب انتهاك لسيادة سوريا.

ودعا الكرملين الحكومة السورية لاستعادة ما وصفه بالنظام الدستوري في المنطقة في أسرع وقت ممكن.

وفي طهران، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بما اعتبره انتهاكا لاتفاقية خفض التصعيد شمالي سوريا.

من جانبه، قال السفير الإيراني في لبنان إن “إيران وروسيا ومحور المقاومة لن يسمحوا بتكرار أحداث السنوات الماضية في سوريا”.

وفي حين أكد أن “الحكومة السورية أقوى من السابق، وطهران ستقدم لها الدعم”، فقد شدد أيضا على أن “الجماعات المسلحة في سوريا لن تحقق أي انتصار”.

يذكر أن موسكو وطهران حليفتان لدمشق وقدمتا لها منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 دعما عسكريا وسياسيا مكّنها من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي سيطرت عليها الفصائل في بداية الصراع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *