نظم ناشطون حملة تضامنية مع المعتقلين والمختفين قسرا في سوريا، تضمنت فعاليات وأنشطة فنية.
وأطلق الناشطون “أسبوع المعتقلين من 11 يناير إلى 21 يناير” بهدف التذكير بالملف السوري وملف المعتقلين “بعد نسيانه بشكل كامل”، وفق الناشط السوري، محمود الحموي، الذي تحدث إلى موقع الحرة.
ويقول الحموي، وهو معتقل سابق في سجون النظام السوري واحد منظمي الحملة، إن الهدف من هذه الفعاليات “إعادة الملف للواجهة أمام المؤسسات الدولية والتأكيد على أولوية الكشف عن مصيرهم في أي عملية تخص الوضع السوري”.
وشهدت سوريا نزاعا داميا، منذ 2011، تسبب بمقتل حوالي نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير الملايين.
ولايزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين لدى مختلف الأطراف وخصوصا النظام، مجهولا.
وتتداول وسائل إعلام سورية أرقاما تقديرية لعدد المعتقلين والمختفين قسريا بأنها ما بين 100 إلى 130 ألفا، لكن آخرين يقولون إنه من الصعب تحديد هذ الأرقام بشكل دقيق.
مصير غامض لآلاف المفقودين.. حقائق صادمة عن الاختفاء القسري في سوريا
في اليوم الذي يتذكر فيه العالم ضحايا الاختفاء القسري، هناك عشرات الآلاف منهم في السجون السورية، بعضهم منذ عقود، ومنهم من قضى حياته داخلها بدون علم أحد، في حين تأمل بعض العائلات أن يكون ذووهم على قيد الحياة.
وفي العام الماضي، جددت الولايات المتحدة وألمانيا، فرنسا والمملكة المتحدة دعوتها لجميع الأطراف في سوريا إلى احترام التزاماتها بموجب اتفاقات وقف إطلاق النار.
وطالبت الدول الأربع المجتمع الدولي “العمل على محاسبة نظام الأسد وجميع مرتكبي التجاوزات”، ورحبت “بالجهود المستمرة التي تبذلها المحاكم للتحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا ومقاضاة مرتكبيها”، وأيضا الكشف عن مصير أو إطلاق سراح “أكثر من 155000 شخص ممن لا يزالون محتجزين أو مفقودين ظلما في سوريا”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق ناشطون دعوات لتنظيم فعاليات في داخل سوريا وخارجها، من أجل الضغط على النظم السوري للإفراج عن المعتقلين الذين لايزال مصيرهم مجهولا حتى الآن، وفق الحموي، وهو المدير التنفيذي للاتحاد العام للمعتقلين في سوريا.
وكتب الحموي الذي اعتقل لخمس سنوات في منشور بحسابه على “أكس”: عندما خرجت من المعتقل بعد خمس سنوات وفقدت عيني واليوم تريدني أن أصالح مع جلادي. بيني وبينهم محاكم بيني وبينهم دم عائلتي الذي قتلهم. المحاسبة مطلبنا مع تاجر الكبتاغون”.
هذا انا عندما خرجت من المعتقل بعد خمس سنوات وفقدت عيني واليوم تريدني ان اصالح مع من مع جلادي بيني وبينهم محاكم بيني وبينهم دم عائلتي الذي قتلهم المحاسبة مطلبنا مع تاجر الكبتاغون حياتي كلها للعمل ضد الاسد وايران الانتفاضة خلاصنا #انتفضوا_لنعيد_سيرتها_الاولى pic.twitter.com/loLDjpvlaH
— محمود الحموي (@mahmod1989512) January 6, 2023
وأطلق الحملة منظمة “اتحاد تنسيقيات السوريين” بالتعاون مع منظمات محلية، وتجمعات أهالي المعتقلين السوريين، داخل وخارج سوريا، حيث تم الإعلان عن تنظيم فعاليات في مدن أدلب وعفرين وأعزاز وجرابلس والباب والسويداء وبوخارست وباريس وروتردام وأمستردام وجنيف وإسطنبول وغيرها.
وفي بيروت، من المقرر أن يلفت ناشطون الانتباه إلى قضية المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري.
وفي باريس، تنظم فعالية سيحضرها ناشطون سوريون وفلسطينيون ولبنانيون في 21 يناير، ومن المقرر أن يتخللها معرض صور وفقرة تكريم وتأبين الناشط السوري الراحل رياض الترك الملقب بـ”مانديلا سوريا”
وفي جنيف، ستنظم السبت وقفة لـ”نساء سوريا من أجل الديمقراطية” أمام مبنى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وفي فعالية لـ “منظمة الروَّاد للتعاون والتنمية”، في مدينة عفرين شمال سوريا، تحدث أقارب وأصدقاء معتقلين وناجون من الاعتقال عن تجاربهم.
وأدلت “أم رضوان” التي اعتقلت لنحو عام في “أمن الدولة” بشهادتها، وقالت إنها رأت شبابا وهم يتعرضون للضرب بالعصى والصعق بالكهرباء. وقالت: ما بدنا يوم واحد للتذكير. بدنا العمر كله لمناصرة المعتقلين والمعتقلات. بدنا صوتنا يوصل للعالم كله”.
وفي جرابلس، نظم ناشطون عرضا تمثيليا لمعتقلين يتعرضون للضرب، وتظهر آثار الدماء على وجوههم، بينما تظهر في الخلفية لافتة كتب عليها: “عهدا لن ننساكم”.
شهادات عن “مصانع الموت”.. مستشفيات عسكرية بسوريا تحولت لـ”مواقع قتل ودفن سرية”
بعدما انقطع نَفسه حوالي ربع ساعة، اعتقد السجانون في “نظارة مشفى تشرين العسكري” بدمشق أنهم أجهزوا على الشاب السوري “محمود”، ما دفعهم لوضعه بجانب جثث المعتقلين، الذين قضوا بجواره بسبب القتل والتعذيب.