نقل مراسل الجزيرة عن مصادر بالمجلس العسكري في النيجر أن المجلس اتفق مع الجيش الفرنسي على بدء سحب القوات الفرنسية برا إلى تشاد الاثنين المقبل.
وأكد المتحدث باسم قيادة الأركان الفرنسية للجزيرة أن عملية انسحاب الجيش الفرنسي من النيجر تتم وفق التنسيق بين جيشي البلدين بوتيرة حسنة.
وقد غادرت قافلة شاحنات ومركبات عسكرية القاعدة الفرنسية في نيامي صباح اليوم الجمعة، وهي تحمل مواد غذائية ووقودا، بحماية من جيش النيجر.
وقالت مصادر للجزيرة إن القافلة اتجهت إلى منطقة أولام لتزويد القوات الفرنسية المتمركزة غربي النيجر قرب الحدود مع مالي بالمؤن استعدادا لمغادرة النيجر.
وكان المجلس العسكري في النيجر قال -في بيان بثته الإذاعة الوطنية مساء أمس الخميس- إن 400 جندي فرنسي متمركزين في أولام سيشكلون أول مجموعة تغادر النيجر، مشيرا إلى أن قاعدة جوية في العاصمة نيامي -حيث يتمركز أغلبية الجنود الفرنسيين- سيتم تفكيكها بنهاية العام.
وكانت وزارة القوات المسلحة الفرنسية قد أعلنت أمس الخميس أن انسحاب قواتها من النيجر سيبدأ هذا الأسبوع.
وأوضح بيان للجيش الفرنسي أن هذه الخطوة حاليا ستسمح بالانسحاب الكامل للقوات الفرنسية من النيجر قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن التنسيق مع الجيش النيجري ضروري لإنجاح هذه العملية وأن جميع الإجراءات اتخذت لسير هذه العملية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في 24 سبتمبر/أيلول الماضي قراره سحب سفير باريس من العاصمة نيامي وأن الجنود الفرنسيين الـ1500 سيغادرون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، على أن يتم الانسحاب الكامل “بحلول نهاية العام”، مؤكدا وقف التعاون العسكري مع ما سماها سلطات الأمر الواقع هناك، مجددا دعمه للرئيس محمد بازوم.
في المقابل، اتهم رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري في النيجر محمد الأمين زين الثلاثاء الماضي، فرنسا وجهات وصفها بالمعادية لبلاده بوضع خطط لتنفيذ اغتيالات تستهدف وزراء وقادة بارزين في النيجر.
واتخذت السلطات الحاكمة في النيجر سلسلة من القرارات ضد فرنسا، شملت إبعاد السفير، وإلغاء الاتفاقيات الثنائية، وغلق المجال الجوي للبلاد أمام الطائرات الفرنسية، وذلك ردا على موقف باريس بأنها تعترف بشرعية الرئيس محمد بازوم، كما اتهم المجلس العسكري فرنسا بـ”نشر قواتها” في عدد من دول غرب أفريقيا استعدادا لشن “عدوان” على البلاد.