قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يملك القدرة على التقدم في شمال قطاع غزة إلا ليلا، مشيرا إلى أن هذا الأمر خلق تحديات جديدة أمام المقاومة الفلسطينية.
وفي تحليله للمشهد العسكري في قطاع غزة، أوضح الدويري الفروقات بين العملية العسكرية لجيش الاحتلال الحالية في شمال غزة والعمليات السابقة، مسلطا الضوء على التكتيكات الجديدة التي يتبعها جيش الاحتلال والصعوبات التي تواجهها المقاومة.
وأشار الدويري إلى وجود معارك مستمرة وخسائر قوية نتيجة عمليات المقاومة، إذ تعلن قوى المقاومة تباعا عن تدمير آليات وقتل جنود، لكنه يرى أن نجاح الاحتلال في عزل مخيم جباليا من الجهات الأربع خلق واقعا مختلفا هذه المرة.
لكنه أكد في الوقت ذاته أن معظم عمليات التقدم الرئيسية للاحتلال تتم ليلا، وعلل ذلك بافتقار المقاومة إلى أسلحة الرؤية الليلية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، مما يسمح لقوات الاحتلال بإقامة السواتر وتحقيق تقدم إضافي ولو بمسافات محدودة تتراوح بين 50 و70 مترا.
وأضاف الخبير العسكري أن هذا الوضع خلق إشكالية جديدة لدى المقاومة لم تتعرض لها سابقا رغم نجاحاتها في إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال.
ولفت الانتباه إلى خطورة الوضع الإنساني، مشيرا إلى وجود نحو 150 ألف فلسطيني محاصرين في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين، مع وقوف الدبابات الإسرائيلية على أبواب مراكز الإيواء.
ويرى الدويري أن جيش الاحتلال أصبح وكأنه يتخذ من المدنيين دروعا بشرية، مما يصعّب على مقاتلي المقاومة تأدية مهامهم دون المخاطرة بإلحاق الأذى بالمدنيين، واعتبر هذا الوضع من أكبر التحديات التي تواجه المقاتلين، والتي لم يواجهوها في العمليات السابقة.
وفي تعليقه على الفيديو الذي عرضه الجيش الإسرائيلي لقائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار -والذي قال إنه يظهره مع عائلته في نفق ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- اعتبر الدويري أن هذا الفيديو يمثل “تمجيدا للسنوار وليس إدانة له”.
وأوضح الدويري أن الفيديو يُظهر قائد حماس والمخطط الرئيسي لعملية طوفان الأقصى وهو يعيش حياة صعبة داخل الأنفاق، وليس في فندق 5 نجوم، مضيفا أنه رب أسرة ومستهدف بشكل مباشر، ومن الطبيعي أن يسعى إلى وضع أبنائه في مأمن.
واعتبر الدويري أن مجرد عيش السنوار وأطفاله مدة عام في الأنفاق يمثل تضحية يجب أن تقدّر، ورأى أن محاولة الاحتلال استخدام هذا الفيديو لإدانة السنوار قد تأتي بنتائج عكسية، إذ يمكن النظر إليه على أنه قائد مقاوم يضحي بحياته الشخصية من أجل قضيته.
ويرى الدويري أن هذا الفيديو يدحض الاتهامات التي وجهت إلى السنوار وغيره من قيادات حماس بأنهم يعيشون حياة مترفة، وأن ما ظهر أن تلك القيادات لا تبحث عن حياة الرفاهية، بل تسعى إلى تحرير الأرض وحماية العرض، ومستعدة للشهادة في سبيل الله.