من غطاء رأس تقليدي إلى رمز سياسي، تجاوز استخدام الكوفية الفلسطينية التضامن مع فلسطين، لتصبح عنوانا للنضال في العالم، ومع الحرب الإسرائيلية على غزة، وعودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، عادت الكوفية لتزين أعناق جيل جديد من مناصري القضية.
وتحضر الكوفية بشكل بارز في المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية وشعبها بالدول الغربية، حيث أصبح هذا الوشاح في نظر كثيرين رمزا للمقاومة، وشعارا ثوريا ضد الظلم والانتهاكات، ممثلة فيما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص.
وتعدّ الكوفية بالنسبة للفلسطينيين العلم غير الرسمي لبلادهم، لكن مع الحرب الإسرائيلية على غزة اتخذت بُعدا آخر، فقد نتجت عن مظاهرات تأييد الشعب الفلسطيني حالة إعجاب واسعة بهذا الوشاح، ما أدى إلى قفزة كبيرة في مبيعاتها، لدرجة أنها نفدت لدى عدد من بائعيها في عواصم غربية.
ويقول فوكس بوب -فرنسي متعاطف مع فلسطين- بعد إخفاق مساعيه في العثور على كوفية بأحد المحال، “ظننت أنني سأجدها هنا ومع الأسف خاب أملي.. سأعود مجددا أو سأبحث عنها في محل آخر، لقد أصبحت الكوفية رمزا مهما”، بينما قال صاحب المحل، إن الكوفية الفلسطينية نفدت في زمن وجيز.
وخلال المسيرات المؤيدة لفلسطين في الغرب، بات عاديا رؤية باعة يعرضون ألوانا من التراث الفلسطيني، لكن لم يعُد هناك أثر للكوفيات بعد نفادها.
وفي هذا السياق يقول “سنك نيكولا شهشهاني” وهو ناشط مؤيد لفلسطين، “لدينا اتصالات مع مخيم للاجئين الفلسطينين في الأردن، وآمل أن نحصل منهم على كوفيات بسرعة؛ لأن كل الناس يطلبونها.. إنها رمز المقاومة الفلسطينية”.