الكل تبرأ من المسؤولية.. رسوب جماعي في الرياضيات بمدارس مدينة أميركية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

في واقعة مثيرة للاستغراب، أخفق 40% من طلاب مدارس مدينة بالتيمور بولاية ميرلاند الأميركية في اختبار الرياضيات، وهو أمر آثار ردودا متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المسؤولية عن هذه النتائج.

ورغم ما يحظى به التعليم في الولايات المتحدة من اهتمام عالمي يدفع البعض لإنفاق أموال باهظة من أجل توفير فرصة التحاق بالمدارس الأميركية لأولادهم، فإن نتائج اختبار الرياضيات الذي أجرته إدارة المدارس الثانوية في بالتيمور كشف أمورا ربما لم تكن معروفة من قبل.

الاختبار شمل 32 مدرسة ثانوية حكومية في المدينة، وكانت النتيجة رسوب طلاب 13 مدرسة بشكل كامل، يمثلون 40% من مجموع طلاب الثانوية في مدارس الحكومة.

ولم يقف الأمر عند مدارس بعينها، بل شمل المدارس الخمس الأفضل في المدينة، والتي لم تتجاوز نسبة الناجحين فيها 11%، مما يثير تساؤلات عن الجهة المسؤولة عن هذه المستويات المتدنية.

حلقة (25/9/2023) من برنامج “شبكات” طرحت سؤالا بشأن المسؤول عن إخفاق طلاب في تجاوز الامتحان، وقد جاءت الردود متباينة بين من ألقى باللائمة على صعوبة الأسئلة، ومن ألقى بها على إهمال أولياء الأمور، في حين ألقت إدارة المدارس المعنية باللوم على قلة التمويل.

الناشط حامد يسكو دافع عن الطلاب قائلا “غريب أمرهم. أعتقد أن المعلمين قدموا أسئلة صعبة ظنا منهم أن جميع الطلبة من أحفاد كارل غاوس وألبرت آينشتاين، ويستطيعون حلها بسهولة”.

وذهب ريان إلى صعوبة مادة الرياضيات نفسها في المرحلة الثانوية من التعليم الأميركي، قائلا “شيء معتاد، الرياضيات في المرحلة الثانوية صعبة، والدروس متراكمة ومتداخلة ولا شيء مفهوم. والاختبار لو بتحلو (لكي تنجح) لازم تأكل الكتاب أكل”.

على العكس من ذلك، ألقت جودي باللوم على طبيعة المناهج وعلى أولياء الأمور أيضا، وكتبت “توقعنا هذا منذ سنوات. منهاجنا مجرد ترهات. عدم تحمل الطلاب عواقب سلوكهم ومستوى تعليمهم أمر بغيض. على أولياء الأمور تحمل مسؤولية تعليم أطفالهم وسلوكهم. نحن نصنع مجرمين بدلا من مواطنين صالحين”.

أما محمد النزيلي فتساءل ساخرا “هل هذا بسبب تعقيد المدرسين أم بسبب إهمال الطلاب؟.. الخوارزمي يبكي دما بعد هذا المشهد”.

من جهتها، نقلت منصة “بروجيكت بالتيمور” عن مدارس المدينة أنها تستخدم التمويل لزيادة إنجاز الطلاب، وأن هناك تقدما في هذا الشأن مقارنة بالسنوات الماضية، لكنها قالت في الوقت نفسه إن هذا لا يقلل أو يصحح نقص التمويل المزمن الذي ساهم في النتائج الحالية.

وحصلت مدارس بالتيمور خلال مايو/أيار الماضي على 1.7 مليار دولار من الحكومة لتطوير برامجها التعليمية خلال العام المقبل، إضافة إلى مليون دولار منحة ما بعد الجائحة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *