الكثير من ضحاياه يجهلون إصابتهم.. ما أبرز أعراض الخرف؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

كشف تقرير جديد للجنة الابتكار وعلوم الحياة (NHS)، أن حوالي 36 بالمئة من المصابين بالخرف في إنكلترا، يجهلون إصابتهم بهذا المرض، حسبما نقله موقع “ساينس ألرت”.

ويحدد التقرير مجموعة من التقنيات العلاجية التي يمكن أن يجريها أخصائيو الصحة والرعاية لتحسين اكتشاف وتتبع العلامات المبكرة للخرف، وأيضا الإجراءات التي ينصح بتتبعها، إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أقاربك مصاب بهذه الحالة.

ويطلق الخرف على مجموعة من الأمراض، (أبزرها الزهايمر) التي تتطور مع مرور أشهر وسنوات، مسببة مشاكل في الذاكرة والتفكير والتواصل وتغيرات في الشخصية، وتؤثر أيضا على قدرة الشخص على القيام بعدد من الأنشطة اليومية الروتينية، مثل التسوق أو دفع الفواتير أو الطبخ وغيرها. 

ويمكن أن تختلف أعراض الإصابة بهذا المرض من شخص إلى آخر، بالتالي يقول التقرير، إن من المهم معرفة مجموعة من المعلومات عنه.

ويشدد التقرير على أن عواطفا، مثل الحزن والتوتر والقلق يمكن أن تؤثر على الذاكرة، ولا تعني الأعراض التي تصاحبها بداية إصابة الشخص بالخرف.

كما يوصي التقرير بالانتباه إلى التفاوتات في العمر، مشيرا إلى أنه  مع تقدمنا في السن نأخذ وقتا أطول للتعلم، ولا تشير التغييرات في الإدراك، إلى مشكل الخرف، بل إنها أمر طبيعي.

وتابع التقرير أنه: “إذا رأيت هذه التغييرات تحدث في فترة زمنية قصيرة (أسابيع أو أيام)، فمن غير المرجح أن يكون ذلك بسبب الخرف ويمكن أن يكون شيئًا أكثر خطورة. وهذا يتطلب تحقيقا عاجلا من قبل الطبيب”.

أعراض الإصابة

ووفقا للمعهد الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة، تشمل العلامات التي تشير إلى أنك أو أحد أقاربك مصاب بالخرف: 

– طرح نفس السؤال بشكل متكرر.

– تواجه مشكلة في اتباع التوجيهات مثل استخدام الوصفات الطبية.

– توهان وضياع المرء في مكان أو منطقة يعرفها جيدا.

–  أن يعاني المريض الارتباك بشأن الوقت والأماكن والأشخاص بشكل متزايد.

– عدم الاعتناء بنفسك، بما في ذلك تناول الطعام بشكل سيء، أو نسيان الاستحمام،  أو التصرف بطريقة غير آمنة.

ويمثل الخرف أحد أكبر المخاوف في عصرنا، وفقا للموقع، حيث يدفع الخوف من الإصابة بعض الأشخاص لتجنب الاعتراف بإصابتهم به أو عدم الانفتاح على مناقشته، بل وحتى إنكاره، وفقا لـ”ساينس أرت”.

ومع مرور الوقت، يمكن أن تتسبب حالة الإنكار أو عدم الوعي بمشاكل الذاكرة في تفاقم الوضع الصحي للمصاب، ويشير التقرير إلى أن “الإنكار قد يكون في بعض الأحيان مؤشرا على الإصابة”.

في هذا الجانب، يوصي التقرير بأنه من الأفضل مناقشة مشاكل الذاكرة بشكل مفتوح مع الشخص المصاب، بعد تشخيص إصابته أو حتى قبل ذلك إذا أثار مخاوف بشأن حالته الصحية، موضحا إلى أن هذا “يتطلب شجاعة وقوة لمواجهة ضعفنا” في هذه الحالة.

وأوضح التقرير أن توضيح بأنه يمكن علاج بعض الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل في الذاكرة للمصاب المحتمل بالخرف، يبقى خطوة ضرورية أيضا من أجل إقناعه لزيارة الطبيب.

وأورد الموقع أنه قد يكون من المشجع أيضا أن تقول للمصاب إنه: “إذا كان هناك شيء بذاكرتك سيزداد سوءا بمرور الوقت، فهل تريد أن تعرف ؟”، مضيفا أن “معظم الناس يجيبون بنعم على هذا”.

ويوصي الأطباء، بأن على الشخص الذي يعاني علامات الخرف التواصل مع طبيبه، الذي سيطرح أسئلة مثل: متى بدأت الأعراض، وما إذا كانت تزداد سوءًا، وإلى أي مدى،  وهل يحدث تداخل في الأنشطة اليومية؟

وقد يختار الطبيب إحالة المريض لإجراء فحص نفسي عصبي، يمكن أن يلقي مزيدا من الضوء على الوضع الصحي أو يوفر ببساطة سجلا للأداء المعرفي الأساسي.

من جانبه، يرى الطبيب، ديفيد روبن، مدير برنامج “مولتيكامبوس” في طب الشيخوخة بكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، بضرورة عدم التفكير في أن تشخيص الخرف يمكن أن يكون مخيفا، موضحا أن المعرفة المبكرة مفيدة جدا للمريض إذ تسمح له بترتيب بعض أموره وشؤونه قبل تدهور الحالة.

ويختم بالقول: “التشخيص المبكر يمنح بصيص أمل للمرضى إذ أن هناك بعض الأدوية يمكن أن تساعد المصابين في تخفيف آثار المرض”.

حقائق عن المرض

تكشف معطيات منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 55 مليون شخص في العالم من الخرف، يعيش أكثر من 60 بالمئة منهم في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل. وكل عام، يُسجَّل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة.

وينتج الخرف عن مجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات التي تؤثر في الدماغ. ويعد مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعًا وقد يساهم في 60-70 بالمئة من الحالات، وفقا للصحة العالمية.

ويعد الخرف في الوقت الراهن السبب الرئيسي السابع للوفاة، وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والاعتماد على الآخرين بين كبار السن على مستوى العالم.

في عام 2019، كلف الخرف الاقتصادات على مستوى العالم 1.3 تريليون دولار أميركي، ويعزى زهاء 50٪ من هذه التكاليف إلى الرعاية التي يقدمها مقدمو الرعاية غير الرسميين (مثل أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين)، الذين يقدمون الرعاية والإشراف لمدة 5 ساعات في المتوسط يوميا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *