وأدى القصف المتواصل على المدينة المحاصرة ومطارها، إلى توقف الرحلات المدنية من وإلى المدينة، بعد أن أمطرها التنظيم المتطرف بوابل من قذائف الهاون.
وأصدرت شركة طيران “سكاي مالي” بيانا صحفيا بتاريخ الإثنين 11 سبتمبر 2023، أعلنت فيه إلغاء رحلاتها من وإلى غاو وتمبكتو (شمال البلاد المتنازع عليه) لهذا الأسبوع.
وحسب البيان: “نظراً للتحذير الأمني الذي صدر هذا الصباح في مطار تمبكتو، كان لا بد من إلغاء الرحلات الجوية من وإلى تمبكتو. تسعى سكاي مالي جاهدة لتقييم الظروف الأمنية المتطورة في المطارات التي تخدمها الشركة بشكل يومي. وكإجراء احترازي، تم إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى غاو وتمبكتو المقررة هذا الأسبوع”.
يأتي توقف المطار، ليزيد معاناة المدينة، بعد قطع الطريقين البري الذي يعد شريانا مهما للمدينة حيث ترد شاحنات البضائع القادمة من الجزائر وموريتانيا، بعد إحراق شاحنة بضائع، وأيضا النهري الذي تصل من خلاله المراكب المحملة بالبضائع من جنوب البلاد، بعد إحراق وقتل نحو 100 شخص على قارب الأسبوع الماضي.
ويطبق التنظيم على المدينة وأطرافها، وعلى مناطق واسعة في مالي، وسط فشل كبير لجهود احتوائه أو هزيمته من قبل القوات المالية وفاغنر، فيما تواصل الجماعة المتطرفة هجماتها على قواعد الجيش المالي لشل قدراته الجوية.
وبث ناشطون مقاطع فيديو لا يمكن التحقق منها، لمئات من أتباع التنظيم، قال نشطاء إنها لحصار تمبكتو، فيما بث التنظيم عبر ذراعه الإعلامي “الزلاقة” صور قصف قال إنه استهدف مطار المدينة.
وأصبح التنظيم حسب المعلومات الواردة يطبق بشكل كامل على المدينة التاريخية، التي سبق له احتلالها عام 2012.
مراقبون لا يستبعد تكرار المشهد مرة أخرى في ظل هشاشة النظام العسكري الحاكم في باماكو، بعد فشله في فك الحصار عن المدينة طوال الشهر الماضي، رغم محاولاته المتكررة في تشتيت فلول التنظيم عبر قصف جوي على أطراف المدينة.
وحسب المحلل الأزوادي محمد أغ إسماعيل، “هناك حصار للمناطق الشمالية (أزواد) لفصلها عن الجنوب.. ويبدو أن القاعدة تهدف إلى توجيه رسائل لباماكو مفادها العمل من أجل إسقاط النظام فيها وفرض واقع جديد سيجبر النظام القادم على التفاوض معها”.
وأوضح أغ إسماعيل، أن التنظيم فيما يبدو يسعى أيضا إلى إجبار المواطنين في هذه المناطق للاستسلام له بالقوة، فيما العملية القتالية الجارية لن تكون بسيطة لا للقاعدة ولا للجيش المالي وحلفائه الجدد في ظل وجود قوى أخرى منافسة في الساحل الإفريقي”.
ويعتقد المحلل الأزوادي، أن رفض الحركات الأزوادية لكل من التنظيمات الإرهابية والمجلس العسكري الحاكم في باماكو، سيجعل هذه الحرب الأفظع في تاريخ المنطقة إن لم يقم المجتمع الدولي بالتفاهم لاحتوائها. “بل أخاف أن يصبح الساحل بدءا من أزواد أوكرانيا إفريقيا”.