قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في حوار مع قناة “الحرة”، الخميس، إن مصر “دولة مهمة بالنسبة لإسرائيل”، لافتا إلى أن بلاده “تعمل على ألا تتسبب العملية المعقدة في رفح، إلى دفع المدنيين للتوجه نحو حدود مصر”.
وأضاف هاغاري: “رفح مدينة معقدة لأن حماس تستخدم المدنيين فيها، والمنطقة معقدة لأنها بالقرب من الحدود المصرية، ومصر بلد مهم لنا ويقوم بوساطة في مفاوضات الرهائن”.
وتابع: “علينا ضمان أننا نعمل ضد حماس في رفح ولا نرى شعب غزة يتوجه نحو مصر بسبب حماس. علينا ضمان أن المدنيين الأبرياء في غزة سيتوجهون إلى المواصي والمناطق الآمنة الأخرى التي جهزناها لهم”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتوتر فيه العلاقات بين البلدين منذ بدء العملية العسكرية في رفح وسيطرة إسرائيل على المعبر الحدودي بين غزة ومصر.
“سيناريوهات للرد المصري”.. هل سيطر الجيش الإسرائيلي على “نصف محور فيلادلفيا”؟
يعد محور فيلادلفيا “منطقة عازلة”، ويخضع لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ولكن بعد أسبوعين من العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح على الحدود المصرية، سيطر الجيش الإسرائيلي على “نصف المحور” بحسب تأكيداته لموقع “الحرة”، ما أثار التساؤلات حول أسباب وتداعيات تلك الخطوة.
وصرح مصدر رفيع المستوى لقناة “القاهرة الإخبارية”، الثلاثاء، بأن “احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومي والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني”.
وتقول القاهرة إن الهجوم على رفح يمنع استخدام معبر رفح لإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن مصر تحتجز سكان غزة “رهائن” بسبب رفضها التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بمعبر رفح البري.
وسيطر الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، رغم المعارضة الدولية الواسعة لذلك.
وحول العملية العسكرية في رفح، اعتبر أن المدينة “تسيطر عليها حماس وتحتجز الرهائن بها وتنفذ عمليات إرهابية”، مضيفا: “على العالم العربي مساعدتنا لضمان أن حماس لن تكون موجودة، ليس في حدودنا فقط بل في أي دولة أخرى”.
إسرائيل.. تعليمات للمفاوضين بمواصلة محادثات الرهائن وفق “مبادئ توجيهية جديدة”
أعلن مجلس الحرب الإسرائيلي، أنه قد وافق بالإجماع على مبادئ توجيهية جديدة للمفاوضين في محاولة لإحياء المحادثات بشأن صفقة الرهائن مقابل الهدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال المتحدث الإسرائيلي، إن قوات الجيش قتلت “أكثر من 100 إرهابي في رفح، وعثرت على أنفاق ومخازن أسلحة”، مضيفا: “نقاتل في رفح ونحاول أن نكون دقيقين لتقليل عدد الضحايا المدنيين، وبسبب وجود مختطفين لديهم (حماس)”.
وأكد هاغاري أنه “لا يمكن تحديد وقت معين لإنهاء العمليات، لكن سننتهي بالقضاء على حماس”.
ودعا مصر وقطر إلى “الضغط” على حركة حماس لإطلاق سراح المختطفين، خصوصا من النساء والأطفال، مشيرا إلى ما وصفها بـ”المعاملة الوحشية” للمختطفات، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، الأربعاء، لمجندات خلال اقتيادهم في السابع من أكتوبر من إسرائيل إلى غزة.
وأوضح: “عثرنا على الفيديو داخل جهاز كمبيوتر في مستشفى الشفاء. ولا يمكن إظهار بقية المقطع (مدته نحو ساعتين)، لأن به لقطات مشينة ووحشية، واحتراما للمجندات”.
5 مختطفات إسرائيليات ملطخات بالدماء.. فيديو لـ”الضغط” على نتانياهو
بث التلفزيون الإسرائيلي، الأربعاء، لقطات تم حجبها في السابق لخمس مجندات بالجيش يرتدين ملابس النوم أثناء اختطافهن من قبل مسلحين في حماس خلال هجوم السابع من أكتوبر.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.