يمثّل “الشعب الكبير”، الواقع على بُعد نحو 24 كيلومترًا قبالة سواحل جدة، مخزونًا مهمًا بصفته إرثًا بحريًّا من الشعاب المرجانية في قلب البحر الأحمر، وفق ما تُظهره السواحل الغربية للمملكة من تنوّع في البيئة البحرية وتشكيلاتها الطبيعية، التي تمتد لنحو 6 كيلومترات مربعة، راسمةً جماليات الكائنات البحرية ونمطها المعيشي.
وإلى جانب التشكيلات الطبيعية للشعب الكبير، تنتشر فيه التجاويف والثقوب التي أحدثتها الكائنات البحرية التي تعيش فيه، ضمن عمليات التجوية الميكانيكية المحلية. وعلى الرغم من تأثّره بعوامل بيئية وطبيعية كتيارات البحر والمد والجزر والأمواج، إضافةً إلى الأنشطة البشرية، إلا أن مياهه ما زالت تحتفظ بنقائها ونظافتها، مما يجعلها بيئة مناسبة لنمو الشعاب المرجانية واستمرار دورة الحياة البحرية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق بن علي أبا الخيل أن “الشعب الكبير” بقي محافظًا على مكانته بيئةً بحرية نابضة بالحياة تزدهر فيها الكائنات البحرية المختلفة، ومحطةً رئيسةً لإرساء القوارب الصغيرة، ووجهة مفضّلة لمراقبة الطيور البحرية التي تتخذ منه موطنًا ومكانًا للتكاثر.
وأشار إلى أن التكوين المرجاني في هذه المنطقة لا يُصنّف جزيرة بالمعنى العلمي، بل يُعدّ تجمّعًا مرجانيًا طبيعيًا، واكتسب مكانة سياحية خاصة حتى غدا محطةً يقصدها الزوّار للسباحة والاستجمام وممارسة الغوص واستكشاف أعماق البحر، في ظل المساعي الحثيثة لتعزيز الوعي البيئي بين الزوّار للمحافظة على هذا المعلم الطبيعي الفريد.