السوريون ليسوا وحدهم.. اللاجئون الفلسطينيون يبحثون عن ذويهم الذين أخفاهم “الأسد”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

لا يزال فايز النمر متمسكا بزيارة قبر ولديه عامر ونور اللذين قتلتهما قوات بشار الأسد خلال نزوح اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك في 29 يونيو/حزيران 2016، بعد كثير من التجويع والحصار.

ورغم شدة مصابه، فإن النمر يرى أنه أفضل من غيره حيث تمكن من دفن ولديه في قبر واحد بمقبرة المخيم، بعد أن كان يستعد لتزويج ابنه الصيدلاني (عامر) بعد أيام قليلة.

ويُنظر إلى مجزرة شارع علي الوحش بالعاصمة السورية دمشق -والتي وقعت في الأسبوع الأخير من شهر رمضان- على أنها واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها جيش النظام السوري بحق اللاجئين الفلسطينيين خلال نزوحهم الجماعي عن مخيم اليرموك.

ووفقا لتقرير أعدته مراسلة الجزيرة نسيبة موسى، فقد ذاق اللاجئون الفلسطينيون -الذين كانوا يعيشون في حي التضامن القريب من مخيم خان الشيح- صنوف التنكيل والقتل على يد قوات النظام.

1500 مفقود

ففي 2013، فقدت خلود والديها و6 من عائلتها بينهم طفل عمره 4 أعوام عندما اقتحمت مليشيا تابعة لبشار الأسد منزلهم واختطفتهم وقتلتهم جميعا.

أما شقيقاها -سليمان وأحمد- فقد اختفت آثارهما على حواجز النظام، قبل أن تظهر صور جثمانيهما بعد سنوات عندما ظهرت صورهما في ملفات قيصر حيث تم إعدامه عام 2014، كما تقول.

ووفقا لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فقد اعتقلت قوات النظام نحو 3100 فلسطيني خلال سنوات الثورة. لكن 42 معتقلا فقط منهم ظهروا بعد سقوط الأسد.

ولا يزال أكثر من 3 آلاف بينهم 50 طفلا لا يعرف مصيرهم، فضلا عن أكثر من 640 فلسطينيا قضوا تحت التعذيب على يد قوات النظام بينهم 37 امرأة.

ففي الخامس من يناير/كانون الثاني 2014، وقعت واحدة من أبشع مجازر النظام بحق اللاجئين الفلسطينيين بشارع علي الوحش عندما فتح النظام ممرا آمنا لخروج المدنيين من مخيم اليرموك لكنه سرعان ما شرع بقتلهم واعتقالهم.

ولا يزال 1500 شخص اختفوا من هذا الممر في عداد المفقودين حتى اليوم. ومن بين هؤلاء زوج السيدة نجاة الشهابي ونجلها وشقيقاها وعماها وابن شقيقتها.

ومن خلال البحث، توصلت الشهابي إلى أن زوجها وابنها كانا في فرع ميسلون، لكنها لم تتمكن من الوصول إليهما ولا لبقية من اختفوا من ذويها حتى اليوم، حسب قولها.

والمأساة نفسها تعيشها السيدة سحر، التي لا تعرف حتى اليوم إن كان زوجها وابناها ثائر ومحمد أحياء أم أمواتا.

فعلى مدار 13 عاما، انتقم نظام الأسد من اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سوريا بالتنكيل والقتل والتجويع لأنهم اختاروا الوفاء لشعب احتضنهم طوال عقود، كما يقولون.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *