يواجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تحديا في محاولته رأب الصدع وتوحيد الأطراف السياسية في إقليم كردستان لتشكيل حكومة كردية جديدة.
زيارة السوداني الأربعاء إلى أربيل والسليمانية كانت تهدف إلى تجاوز الخلافات بين الأحزاب الكردية وإعادة بناء الثقة بين بغداد وأربيل. وأكد رئيس الوزراء العراقي دعمه للحوارات بين القوى السياسية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة في إقليم كردستان – العراق.
وشدد السواني في بيان عقب لقائه برئيس إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، في أربيل أهمية تنسيق الجهود من أجل إسناد الحكومة الاتحادية في تنفيذ برنامجها، والتعاون مع حكومة الإقليم في مختلف المجالات والقطاعات التنموية.
بارزاني أثنى من جهته على الدعم المهم الذي قدمته الحكومة الاتحادية في مختلف المجالات، وأكد أن هذا الدعم كان أحد الأسباب الرئيسة في نجاح الانتخابات في الإقليم.
وأوضح بارزاني أن اللقاء استعرض ايضا آخر التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، إذ جرى التأكيد التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار والحرص على سيادة العراق.
استاذ العلاقات الدولية، الدكتور مهند الجنابي، حمل أطرافا سياسية “مسؤولية تعقيد واختلاق الأزمات بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان”، واصفا الأجواء الرسمية بين بغداد وأربيل بالهادئة وأن التأخر في حسم الخلافات العالقة بينهما ذو أبعاد سياسية، حسب تعبيره.
وأوضح الجنابي في لقاء مع قناة “الحرة” أن الخلافات داخل البيت الكردي تعرقل جهود تشكيل البرلمان والحكومة في الإقليم، لكنه أوضح أنه من السهولة التغلب على هذه المشكلة “من خلال العودة إلى قانون الانتخابات واختيار رئيس للإقليم من خلال الحصول على الأغلبية المطلقة بواقع 51 نائبا من أعضاء البرلمان”.
وتوقع الجنابي أن يستمر التعاون بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، في الفترة المقبلة لتشكيل الحكومة الجديدة، وأشار إلى أن زيارة السوداني تأتي ضمن جهود تقريب وجهات النظر والإسراع في تشكيل حكومة الإقليم.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق حصول الحزب الديمقراطي الكردستاني على العدد الأكبر من مقاعد برلمان إقليم كردستان.
ووفقا للنتائج النهائية لانتخابات برلمان الإقليم، حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 39 وجاء الاتحاد الوطني الكردستاني في المرتبة الثانية بـ 23 مقعدا، وحصل الاتحاد الإسلامي الكردستاني على 7 مقاعد، بينما نال تيار الموقف الوطني 4 مقاعد، وجماعة العدل الكردستانية 3 مقاعد، وجبهة الشعب على مقعدين وحركة التغيير مقعدًا واحداً وتحالف إقليم كردستان على مقعد واحد أيضاً.
وشهدت الانتخابات نسبة مشاركة بلغت 72.6 في المئة مع مرحلة تصويت خاص للقوات الأمنية في 20 أكتوبر، ومشاركة عامة في 22 أكتوبر. وشارك في الاقتراع أكثر من مليونين وستمئة ألف ناخب من أصل حوالي 2.9 مليون مسجلين بايومتريا.