قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن مشاهد تصدي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لجيش الاحتلال في قطاع غزة تمثل كوابيس ليلية لقادة الاحتلال.
وأوضح الدويري -خلال تحليله العسكري للجزيرة- أن مشاهد المقاومة ستدرس في المعاهد العسكرية وهي كوابيس حقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال -الذي يعد الرقم 18 عالميا من حيث القوة، والرابع من حيث التقدم التكنولوجي- فشل في تحرير أي أسير في غزة طيلة 80 يوما من الحرب، مؤكدا أن يد كتائب القسام هي العليا في الميدان، “وعلى الجيش الإسرائيلي الرضوخ لا أن يفرض شروطا”.
ولفت إلى أن القسام حطمت “أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأهدرت كرامته، وأدخلته مرحلة انكفاء وإقرار بالهزيمة”، مبينا أن ما يفعله جيش الاحتلال في غزة “نوع من الحقد وحب الانتقام” كتدمير المدارس والمستشفيات ولن تتحقق أهدافه.
وذهب الدويري إلى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب القسام بإعادة رسم خط الهدنة قبل اتفاقية التعايش عام 1949؛ إذ كانت مساحة قطاع غزة 556 كيلومترا مربعا وليس 365 كيلومترا مربعا، حيث كانت كافة مستوطنات الغلاف تقع على أرض غزة.
صلابة وتقهقر
وأشاد الخبير العسكري، بتبني القسام مقاربة الهندسة العكسية القائمة على محاكاة الأسلحة المتاحة وتصنيعها، مما دفع جيش الاحتلال للتراجع -تحت وطأة ضربات المقاومة- من معظم المناطق المأهولة سكانيا والتموضع بالمناطق الزراعية مما يعني أنه يعاني ارتباكا وفشلا واضحا.
وحول دلالات عزل قائد كتيبة 51 في لواء غولاني لقائد سرية بسبب تعريضه مجموعة جنود للخطر في حي الشجاعية، بين الدويري أن الإقالات لا تحدث خلال الحروب إلا عند ارتكاب أخطاء جسيمة أدت لنتائج مؤلمة وخسائر بشرية فادحة.
وأضاف أن ما يحدث صورة مصغرة عن الوضع العام والخلاف بمجلس الحرب بين نتنياهو وبقية أركانه وكذلك مع الشق العسكري، خاصة أن الأول يضع المصلحة الشخصية والحزبية “فوق مصلحة البلاد خلال الحرب”.
وشدد أن المقاومة في غزة تعمل بثبات وتماسك وتقدم أداء متميزا “وكأنه لم يقع بها خسائر”، متوقعا تغير البوصلة أيضا جنوبا بعد أسبوعين كما تغيرت شمالا، قبل أن يؤكد أن الاحتلال إلى زوال كما انسحب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون من القطاع عام 2005.