الخارجية السعودية ترد على تصريحات كيربي بشأن التطبيع مع إسرائيل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

أثارت عقوبات أصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم، ضد فريق من المنطقة الشرقية التي تقطنها غالبية شيعية، جدلا على وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن حقوق الأقلية الشيعية في السعودية، في ظل الإصلاحات التي تقول المملكة إنها بدأتها في عهد الأمير محمد بن سلمان. 

وأعلنت لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد تغريم نادي الصفا الذي يلعب ضمن منافسات دوري “يلو” للدرجة الأولى، 200 ألف ريال.

وقررت أيضا أن يلعب خمسا من مبارياته المقبلة على أرضه من دون جمهور،  بسبب هتافات رددها مشجعون للنادي أثناء إحدى المباريات الشهر الماضي.

وبحسب ما هو مسموع في مقطع الفيديو المتداول، لم تتضمن هتافات مشجعي نادي الصفا أي إخلال بالآداب أو أي إساءات لرموز دينية أو سياسية، وإنما تضمنت مديحا لخليفة المسلمين الرابع علي بن أبي طالب.

وجاءت العقوبات بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه مشجعون للنادي وهم يرددون هتافات دينية شيعية، خلال لقاء الصفا والبكيرية في 24 يناير.

وقررت وزارة الرياضة السعودية،  “حل مجلس إدارة نادي الصفا وحرمان المخالفين من الانتساب للنادي أو أي أندية أخرى، وإحالتهم للجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم”.

وفي حديث مع موقع “الحرة”، يرى مؤسس منظمة “القسط” لحقوق الإنسان، العضو المؤسس لحزب التجمع الوطني، يحي العسيري، أن الهتافات التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي كانت “عادية”، موضحا أنها “لم تتضمن أي تجاوزات سواء دينية أو سياسية”، معتبرا أنها تندرج في إطار “حرية التعبير”. 

ووصف تعامل السلطات السعودية بأنه “كان قاسيا في محاولة من السلطة بألا يكون هناك حضور شيعي”. 

لكن المستشار القانوني، الرئيس السابق للجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم، أيمن الرفاعي، يرى في حديثه مع موقع “الحرة”، أن “الرياضة لغة عالمية لا تميز بين الدين والجنس والأعراق، وتحترم جميع المعتقدات وفق القوانين واللوائح المعتمدة، ولا يتم إقحامها في الرياضة”.

وتابع: “بغض النظر عما إذا كان التصرف قد بدر من نادي الصفا أو من غيره، فإنه إذا خرج عن نظام الفيفا ولوائح اللعبة، فبالطبع ستتم معاقبته ضمن اللوائح المعتمدة لدى الاتحاد المحلي وربما القاري والدولي، إذا كانت على الصعيد الدولي”. 

وأضاف: “في مثل هذه الأحوال، يعاقب الشخص على أنه يثير هذه النعرات الطائفية والعنصرية، لأن مردودات مثل هذه العبارات أحيانا تكون خطيرة، ولابد أن يكون هناك قرار صارم يحمي اللعبة وأفراد اللعبة والمجتمع أيضا”. 

واعتبر العسيري، من ناحيته، أن السبب في إصدار “عقوبات قاسية” بحق النادي، هو “مزيد من القمع لأبناء الطائفة الشيعية، حتى لا تكون هناك جرأة في المستقبل على تنظيم أي تجمعات تبدأ بشعارات دينية ثم تتوسع إلى أن تكون ضد السلطة”. 

أما الرفاعي فقال إن “اللجان القضائية هي التي اتخذت القرار”، ويحق للمحكوم عليه استئناف الحكم أو “الذهاب إلى محكمة التحكيم الرياضية”.

وقال الرفاعي إن “مسؤولي النادي كانوا موجودين في الملعب حيث أطلقت الهتافات، لماذا لم ينكروا هذا الفعل ولماذا لم تطلب إدارة النادي من المسؤولين إخراج المتسببين، واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة وفق القوانين واللوائح، لمنع مثل هذا التصرف وحماية أنفسهم من أي مسؤولية قانونية تتخذ ضد النادي؟”. 

ويشكل الشيعة، الذين يشكون من الاضطهاد والتهميش منذ فترة طويلة، بين 10 إلى 15 بالمئة من عدد سكان المملكة البالغ عددهم 33 مليون نسمة، بحسب وكالة فرانس برس.

ولا تنشر السلطات السعودية أي إحصاءات رسمية عن عدد مواطنيها الشيعة.

لكن رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، عيسى العربي، لا يعتقد أن هناك أي تمييز ضد الشيعة لأسباب دينية أو طائفية. ويقول لموقع “الحرة” إنهم “يتمتعون بكامل حقوقهم، سواء كانت من ناحية تشريعية أو من ناحية الممارسات”. 

في المقابل، رأى العسيري أن “القمع للأقلية الشيعية صار أكثر من السابق، خاصة أن قائمة الإعدامات طويلة جدا في صفوف الشباب الذين شاركوا في مظاهرات 2013 و2014، التي تم وصفها بأنها عمل إرهابي”. 

واستطرد: “لا تزال المحاكمات مستمرة، وأغلب الموجودين على قائمة الإعدامات أو في السجون يقولون أمام القضاء إنهم تعرضوا للتعذيب، ومع ذلك يستمر الوضع كما هو عليه للأسف”. 

وعزا العسيري ندرة التقارير بشأن أوضاع الأقلية الشيعية في السعودية، إلى صعوبة “التواصل مع الناس على الأرض، فالقمع شديد جدا ويخشى الناس من الحديث، إلا إذا حدث شيء ظاهر، مثل فيديو الهتافات في الملعب، ورأينا ردة الفعل القوية هذه”. 

وقال: “القمع على الجميع للأسف، ولكن أنا كسني أؤكد لك أن القمع على الشيعة أكثر، خاصة فيما يتعلق بالحريات الدينية”. 

وفي إطار خطته الإصلاحية “رؤية 2030″، يسعى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية، وإلى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.

واعتبر العسيري أن الإصلاحات التي يعرضها النظام السعودي “شكلية لكسب الإعلام وليست حقيقية”. 

وأضاف أن “السلطات السعودية تتعامل مع أي شيعي، خاصة من سكان منطقة القطيف، على أنه معارض، حتى لو لم يبد منه أي شيء يدل على ذلك، وعليه أن يثبت ولاءه”.

واتهم السلطات بأنها “تمارس التمييز ضد الشيعة على مستوى الوظائف”، وقال إنه “على سبيل المثال من النادر جدا أن تجد شيعيا من القطيف يتم تعيينه ضابطا، وهناك وظائف أخرى مغلقة أمامهم تماما، وهذا الأمر زاد في الفترة الأخيرة”. 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *