حذرت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن -اليوم الجمعة- من أن أي تحالف أميركي في البحر الأحمر لن يوفر الأمن للسفن الإسرائيلية، في حين قالت واشنطن إنها لن تقبل تعرض أي من سفنها لهجمات من الحوثيين أو غيرهم، وذلك تزامنا مع تحويل شركة “ميرسك” الدانماركية للشحن عبور سفنها إلى رأس الرجاء الصالح.
وقال عبدالله بن عامر نائب مدير إدارة التوجيه المعنوي في قوات الحوثيين، في حسابه على منصة “إكس”، إن “شركة ميرسك قررت تحويل كل سفنها نحو الرجاء الصالح بسبب ارتفاع المخاطر الأمنية في البحر الأحمر كما تقول”.
وأضاف أن “المخاطر تقتصر على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة”، مشيرا إلى أنه بعد “التهديدات الأميركية البريطانية لليمن فإن المخاطر تزداد لتهدد حركة التجارة العالمية برمتها”.
شركة ميرسك تقرر تحويل كل سفنها نحو الرجاء الصالح بسبب ارتفاع المخاطر الأمنية في البحر الأحمر كما تقول
نقول هنا المخاطر تقتصر على السفن الإسرائيلية او المتجهة إلى فلسطين المحتلة لكن بعد التهديدات الأمريكية البريطانية لليمن فان المخاطر تزداد لتهدد حركة التجارة العالمية برمتها— عبدالله بن عامر Ben Amer (@bdllhbnmr61) January 5, 2024
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، أن “ما يهدد المنطقة ودول حوض البحر الأحمر الوحشية الإسرائيلية والعسكرة الأميركية للبحر خدمة لإسرائيل”، مشددا على أن موقف اليمن “محق ومسؤول بمساندته لغزة في مواجهة الدموية الصهيونية”.
موقف اليمن محق ومسؤول بمساندته لغزة في مواجهة الدموية الصهيونية والمفترض أن تتوجه الضغوط نحوها لوقفها ورفع الحصار عن قطاع غزه .
ثم إن ما يهدد المنطقة ودول حوض البحر الأحمر الوحشية الإسرائيلية والعسكرة الأمريكية للبحر خدمة لإسرائيل.
شعبنا اليمني لا يهدد أي دولة لا تعتدي عليه ، وفي…— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) January 5, 2024
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قال -الخميس- إن “الاعتداء الإجرامي على مجموعة من أفراد قواتهم البحرية” لن يبقى دون رد وعقاب، وذلك تعليقا على مقتل 10 حوثيين باستهداف أميركي زوارق في البحر الأحمر.
وأضاف الحوثي -في بيان نشره الناطق العسكري باسم الجماعة يحيى سريع على حسابه بمنصة إكس- أن الأميركيين “ارتكبوا حماقة باستهداف مجموعة من أبطال البحرية أثناء أداء مهمتهم”.
الموقف الأميركي
وفي المقابل قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إنه ليس بإمكان واشنطن أن تقبل تعرض أي من سفنها لهجمات. وأضاف ليندركينغ في مقابلة مع الجزيرة أنه على الحوثيين الاختيار بين أن يكونوا طرفا في السلام، أو اتخاذ مواقف تكسبهم مزيدا من الأعداء في العالم.
وأضاف المسؤول الأميركي في تصريحات للجزيرة أن الدول التي تأثرت سلبا نتيجة للهجمات على السفن هي نفسها التي يحتاجها اليمن من أجل إرساء الأمن والاستقرار لليمنيين.
ونقلت شبكة سي إن إن عن وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قولها إن ما يحصل في البحر الأحمر يمثل تحديا دوليا ويجب معالجته بالعمل مع بلدان أخرى.
وأضافت يلين أن تكاليف الشحن ارتفعت إلى حد يؤثر على الشحن بين آسيا وأوروبا، كما أكدت توفر إمدادات وافرة من النفط واستقرار أسعار الطاقة في الولايات المتحدة.
ميرسك تحول عبور سفنها
في الأثناء، حولت شركة “ميرسك” الدانماركية للشحن -اليوم الجمعة- عبور سفنها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح على خلفية تصاعد “المخاطر الأمنية”.
وقالت الشركة العالمية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “الوضع في البحر الأحمر يتطور باستمرار ويظل متقلبا للغاية، وجميع المعلومات الاستخبارية المتاحة تؤكد أن المخاطر الأمنية لا تزال عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ”.
والأحد الماضي، أعلنت الشركة ذاتها تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة، بعد تعرض إحداها لهجوم نفذه الحوثيون الذين قالوا إنها كانت متجهة إلى إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الخميس، أن جماعة الحوثي أطلقت زورقا مسيرا مفخخا تجاه طرق التجارة الدولية بالبحر الأحمر، مضيفة أنه انفجر دون أن يصطدم بأي سفينة على بعد حوالي 3 كيلومترات من السفن التجارية.
وقالت واشنطن إن الحوثيين شنوا 25 هجوما على ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر منذ 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الفائت، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، تشكيل قوة عمل بحرية باسم “حارس الازدهار” تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين، بهدف مواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتضامنا مع قطاع غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيين بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من إسرائيل وإليها.