الجيش الصومالي يواصل ضرباته.. نزيف المعاقل يضرب حركة الشباب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ووفق وكالة الأنباء الصومالية “صونا” توجه وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية عبد القادر محمد نور برفقة رئيس ولاية غلمدغ السيد أحمد عبدي كاريي، وقائد جهاز الأمن والمخابرات الوطني مهد محمد صلاد، إلى المنطقة المحررة، وأشاد المسؤولون بجهود الجيش الوطني وقوات الدفاع الشعبي في تحرير العديد من المناطق في شرق محافظة غلغدود.

وكان الجيش الوطني الصومالي قد سيطر، الجمعة، بالتعاون مع المقاومة الشعبية بشكل كامل على منطقة “عيل لهلي” بإقليم غلغدود وسط البلاد.

ونقلت الوكالة عن قائد العملية العسكرية جنرال آدم قوله: إن القوات المسلحة مستمرة في تنفيذ عمليات تمشيط مناطق واسعة لتعزيز الأمن والاستقرار وملاحقة الإرهابيين.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من إعلان الجيش الصومالي، الخميس، مقتل 3 من قادة حركة الشباب الإرهابية عقب عملية خاصة نفذها الجيش الصومالي وقوات الدفاع المدني في ولاية غلمدغ.

ووفق وكالة الأنباء الصومالية “صونا” فإن القادة الذين قتلوا خلال العملية هم: علي غوليد، وشوكي علي طيغ، وعيسي بري، وأعربت الحكومة الصومالية عن امتنانها للسكان المحليين الذين ساهموا في نجاح العملية.

معلومات استخباراتية

الكاتب والباحث الصومالي محمود محمد حسن مدير مركز “هرجيسا” للدراسات والبحوث، قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المواجهة مع الحركة الإرهابية تعتمد على عدة محاور أبرزها انتزاع المعاقل وتصفية القيادات.

وللمعلومات الاستخباراتية، التي يقدمها السكان أو العشائر للقوات الحكومية، دور كبير في مثل هذه العمليات، كما أن العشائر في هذه المنطقة هي التي دفعت الحكومة للدخول في المواجهة الشاملة ضد الحركة، لأن العشائر هي التي بدأت المواجهة وهو ما كان مفتقدا في الماضي.

ويتسبب انتزاع المناطق الرئيسية لحركة الشباب بإرباك الحركة وقطع خطوط الإمدادات، وهو الأمر الذي يؤدي إلى شلل عملياتي فضلا عن عدم قدرة الحركة على تحصيل المبالغ التي كانت تحصلها.

الشباب.. التجاوزات والعشائر

كانت العشائر دخلت المعترك نتيجة لتجاوزات الحركة وتصعيدها ضد السكان وتنفيذ عمليات إرهابية ضد الأهالي مثل واقعة إحراق حافلة تقل 12 راكبا.

هذه التجاوزات على مستوى:

  • الاعتداءات على السكان
  • عمليات القتل والاغتيال
  • التجنيد الإجباري ضمن صفوف الحركة
  • الاختطاف والاعتداء على الأعراض
  • استخدام الترهيب والإهانة في جمع الإتاوات تحت بنود الزكاة والخراج

كل هذه الأمور، أصبح من الصعب على العشائر ابتلاعها، خصوصا وأن سكان المنطقة يقارنون أنفسهم بالمناطق المحيطة التي استطاع سكانها الحفاظ على السلم الأهلي فيها وتحقيق درجة من الاستقرار والازدهار وبناء الطرق والمدارس والمستشفيات وتجديد البنى التحتية بشكل عام، لذلك وجدت العشائر نفسها هي الخاسر الأكبر نتيجة لتحملها وجود الحركة ضمن أراضيها.

انشقاقات محتملة

المحور الأهم أيضًا يتمثل في تصفية قيادات ميليشيا الشباب الإرهابية، وهو الأمر الذي يتم غالبا وفق سير المعارك، لكن أيضًا يكون هناك إفادات أو مساعدة من العشائر لقوات الجيش الصومالي من خلال معلومات استخباراتية.

قيادات الميليشيا غالبا ما يقودون الاشتباكات أو يكونون في اجتماع في مكان معين يحاولون تنظيم الأمور فيحدث هجوم من القوات الأمنية والقوات العشائرية المرافقة فيتم استهداف هذه القيادات كجزء من العمليات الحاسمة.

 أن سقوط قيادات الحركة له العديد من التداعيات السلبية على الحركة وقدراتها العملياتية، أهمها انقطاع التسلسل القيادي ودخول قيادات جديدة تفتقد الخبرة التي كانت عند القيادات التي تم استهدافها.

واستمرار استهداف القيادات يفتح الباب امام وقوع انشقاقات ومنافسات داخل الحركة نتيجة للخلاف على من هو الأحق بتولي المناصب القيادية داخل الحركة.

استمرار سقوط المعاقل

تأتي هذه الضربات بعد أسبوع من إعلان وزارة الدفاع الصومالية إعلان سيطرة الجيش بالتعاون مع المقاومة الشعبية، بشكل كامل على عيل بور في محافظة غلغدود وسط الصومال، وهي القاعدة الرئيسية لتواجد الحركة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ونقلت وكالة الأنباء الصومالية أن “القوات المسلحة مستمرة في عمليات تمشيط داخل المدينة لتعزيز الأمن وملاحقة الإرهابيين”.

واعتبر قائد الجيش الصومالي إبراهيم شيخ محيي الدين أن سيطرة الجيش على مدينة عيل بور ستوقف تماما التعاسة التي سببها الإرهابيون للبلاد، وذلك في إشارة إلى أهمية استرداد هذه المنطقة، التي تسيطر عليها حركة الشباب منذ سنوات.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *