أفاد شهود عيان بأن شابا فلسطينيا قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقد أُرسل الشاب من قبل الجيش لإخطار النازحين داخل المستشفى بضرورة إخلائه.
وأوضح الشهود أن الجنود الإسرائيليين ألبسوا الشاب لباسا أبيض يشبه زي الوقاية من فيروس كورونا وقيدوا يديه، ثم وضعوا علامة صفراء على رأسه لتمييزه ومتابعته.
وأشاروا إلى أن الشاب عاد إلى الجنود بعد إيصاله الرسالة للنازحين داخل المستشفى، حيث قام الجنود بإطلاق النار عليه وقتله قبل وصوله إليهم.
وانتشرت مقاطع فيديو عبر منصات التواصل تظهر الفلسطيني يرتدي اللباس الأبيض المميز، ويقوم بإخطار النازحين بإخلاء المستشفى، أثناء مغادرته للمكان.
ولكن في وقت لاحق، تم تداول مقاطع فيديو أخرى تظهر استشهاد الشاب جراء إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي.
وكانت القوات الإسرائيلية قد طلبت من إدارة المستشفى إجلاء النازحين والاحتفاظ بالمرضى والكوادر الطبية فقط، وفق بيان سابق من المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
وفيما يتعلق بطلب الجيش الإسرائيلي إخلاء المستشفى، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هذا الطلب يُنذر بارتكاب جريمة بحق النازحين الذين يوجدون داخله.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة مساء -أمس الثلاثاء- عن مقتل وإصابة عدد من النازحين بنيران إسرائيلية أثناء خروجهم من مستشفى ناصر.
ويوم الأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في تغريدة على منصة “إكس”- عن قلقه العميق بشأن الوضع داخل وحول مجمع ناصر الطبي الذي تحاصره القوات الإسرائيلية.
وأكد المسؤول الأممي ضرورة حماية قطاع الصحة في جميع الأوقات، والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ومنذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، ومحيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، مما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح عن المدينة.
ومنذ “طوفان الأقصى” تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى أمس عن استشهاد 28 ألفا و473 فلسطينيا، وإصابة 68 ألفا و146 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفة “كارثة إنسانية غير مسبوقة” وفق تقارير فلسطينية ودولية.