حصلت الجزيرة على صور تظهر قيام حزب الله اللبناني بمراقبة الجنود الإسرائيليين في مواقع عسكرية مستحدثة ثابتة ومتغيرة بعيدة عن الخط الحدودي، وطائرات “هيرمز” المسيّرة التي تقوم أساسا بعمليات الرصد والمراقبة.
وشملت عمليات المراقبة التي جرت بالطائرات المسيرة مواقع تم استهدافها بالفعل من جانب حزب الله خلال الأيام الماضية، ومنها ثكنة يفتاح التي قصفت في 4 يناير/كانون الثاني الماضي.
وكشفت عملية المراقبة بالنار عن تحديد أماكن بطاريات صواريخ القبة الحديدية القريبة من مستوطنة كفر بلوم، حيث أطلق الحزب هجمات وراقب لحظات انطلاق الصواريخ الإسرائيلية لاعتراضها.
وقال مصدر عسكري لبناني للجزيرة إن تحديد أماكن بطاريات القبة الحديدة مكّن حزب الله من تنفيذ عملية نوعية طالت منصتي إطلاق صواريخ تبعد 250 مترا عن إحدى المستوطنات.
وكانت كل منصة من المنصتين تطلق 20 صاروخا من طراز “تامير” المخصص للدفاع الجوي والصاروخي.
نفاد مخابراتي كبير
وأظهرت الصور اختراقا مخابراتيا كبيرا لحزب الله داخل عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية المستحدثة على الجبهة اللبنانية، حيث تمكن الحزب من رصد تفاصيل المكان والتقاط وجوه العسكريين الموجودين فيه ونوعية التحصينات.
لكن أهم ما تظهره الصور هو استخدام الجيش الإسرائيلي بنايات مدنية للتخفي داخلها، فضلا على تأكيدها امتلاك حزب الله قدرات استخباراتية عالية توفر له فرصة رصد تحركات الجيش الإسرائيلي بشكل دقيق.
ونجح الحزب من خلال الطائرات المسيرة في رصد ومراقبة موقع عسكري إسرائيلي رغم وجود طوق راداري كبير يغطي المنطقة الحدودية بأكلمها، بل ويتجاوزها بمئات الكيلومترات.
وقال مصدر عسكري لبناني للجزيرة إن عمليات حزب الله منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثبتت إدارة دقيقة للمعركة من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة والتدرج في استخدامها.
كما أظهرت الصور -التي حصلت عليها الجزيرة- رصدا دقيقا من جانب حزب الله للمواقع وعمليات استهدافها والخسائر التي نجمت عنه.
وكذلك أظهرت رصدا دقيقا لمسيّرات إسرائيلية من طرازي “هيرمز-450” و”هيرمز-900″، وهو ما يؤكد قدرة الحزب على رصد الطائرات التي تعمل أساسا على الرصد والمراقبة، حيث تعد مسيّرات “هيرمز” العمود الفقري لسلاح المسيّرات الإسرائيلي.