الجامعة العربية تتحدث لـ “الحرة” عن “الهدف الأشمل” من هدنة إسرائيل وحماس

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

بعد توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق هدنة مدته أربعة أيام، تتجه الأعين نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية التي تعرف تصعيدا متزايدا بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، ومعها أسئلة حول ما إن كانت الهدنة المؤقتة في غزة ستخمد نيران المواجهات على مستوى هذه الجبهة، أم ستدفع لتركيز القتال نحوها.

جوابا على السؤال، يؤكد مسؤول بالخارجية الإسرائيلية لموقع “الحرة”، أنه “ليس للاتفاق أي علاقة بحزب الله”، وارتبط فقط بالوضع في غزة.

ويضيف المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن  حزب الله “يواصل مهاجمة إسرائيل من جنوب لبنان، وهو ما سترد عليه إسرائيل”.

بالمقابل، أكد مصدر لبناني مطلع على العمليات في الجنوب، لموقع “الحرة”، أن الجبهة المفتوحة على الحدود الجنوبية، “فُتحت في سبيل دعم وإسناد غزة”، بناء على مبدأ “وحدة الساحات”، وبالتالي هي “حكما مرتبطة بتطوراتها”.

وأضاف المصدر: “من الطبيعي أن تلتحق (الجبهة مع لبنان) بالتهدئة إن حصلت في غزة”.

وأشار المصدر إلى أن “الهدنة تحتاج طرفين، والتزام حزب الله بها هو يعتمد على التزام الجانب الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، خاصة وأن المطروح تقنيا ورسميا هو على صعيد غزة، هدنة محددة وليست وقف إطلاق نار، وبالتالي قد لا تشمل الجبهة اللبنانية،  أو على العكس قد تتسبب بتصعيدها من الجانب الإسرائيلي”.

وأوضح المصدر ذاته أن “الأمور مرهونة بالطرفين وأدائهما العسكري والميداني خلال سريان الهدنة”.

وتشهد المنطقة الحدودية مع جنوب لبنان تصعيدا عسكريا متزايدا  بين إسرائيل وحزب الله، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

وبدأ حزب الله في تنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، واضعا ذلك في إطار دعم “شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييدا لمقاومته..”، وفق بياناته.

وترد إسرائيل على هذه الهجمات المتكررة بشكل يومي، من خلال قصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحركات مقاتلي حزب الله وبنى تحتية عسكرية تابعة له قرب الحدود.

من جهتها، نقلت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية عن مصادر وصفتها بالرسمية، أن اتفاق الهدنة في غزة “سيسري على جنوب لبنان”، مضيفة “سيلتزم الحزب بها (الهدنة) شرط أن تلتزمها بها إسرائيل أيضا”.

وأفادت مصادر الصحيفة، بأنه “جرى سابقا البحث بين قيادة الجيش والحزب، من أجل التوصل الى هدنة تتيح لسكان المنطقة الحدودية جني محاصيل الزيتون وتوضيب محاصيل التبغ، لكن لم يكتب لها النجاح، بسبب التصعيد”.

وإلى حدود الثلاثاء، وصلت الحصيلة في جنوب لبنان إلى مئة قتيل بينهم 69 مقاتلا في صفوف حزب الله، و14 مدنياً، بينهم ثلاثة صحفيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية من جهتها، بمقتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين.

الباحث السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، يرى أن “الجبهتين مختلفتين” في إشارة إلى الحرب بغزة والموجهات على الحدود الشمالية لإسرائيل، ويؤكد أن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه يتعلق بقطاع غزة فقط، وليس أي منطقة أخرى”.

ويستبعد غانور في تصريح لموقع “الحرة”، توقف القتال على الجبهة الشمالية، خاصة إذا ما استمرت الهجمات التي يشنها حزب الله.

وأكّدت إسرائيل وحماس، فجر الأربعاء، التوصل إلى اتّفاق على “هدنة إنسانية” مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد تفرج خلالها الحركة عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم رهائن في قطاع غزة في مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.

وبشأن ما إن كانت الهدنة المرتقبة، ستساعد الجانب الإسرائيلي على تركيز هجماته نحو جنوب لبنان، حيث يشن حزب الله ضرباته، يوضح أن “القوات الإسرائيلية قادرة على التركيز في كل الجبهات، في نفس الوقت”، نافيا أن “يتم مثلا سحب قوات نحو الشمال أو أي خطوة مماثلة”.

ويؤكد غانور، أن “أي تراجع مماثل لن تنتهي الحرب، وتحقق جميع الأهداف المعلنة، وعلى رأسها تفكيك البنى الإرهابية لحماس في قطاع غزة وتحييد جميع المتورطين في هجوم 7 أكتوبر الإرهابي”، إضافة إلى “استعادة جميع الرهائن”.

وساعات بعد إعلان الاتفاق الذي جاء بوساطة قطرية أميركية ومصرية، فجر الأربعاء،  التقى الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، بنائب ‏رئيس حماس في غزة، خليل الحية والقيادي بالحركة، أسامة ‏حمدان، حسبما نقلته صحف فلسطينية ولبنانية.

وخلال اللقاء الذي جمع نصرالله بقياديي “حماس”، جرى، بحسب مراسلة “الحرة”، “استعراض الأحداث الأخيرة وتقييم المواقف والتطورات والاحتمالات القائمة على كل الجبهات وخصوصا في غزة”.

وأعرب مسؤول أميركي كبير  لفرانس برس، عن أمله في أن تنعكس الهدنة في غزة “وقفا تاما” للقتال على الحدود بين إسرائيل ولبنان، حيث تدور اشتباكات مسلحة يومية.

في سياق متصل، يقول المحلل السياسي اللبناني، أسعد بشارة، إن الوضع في لبنان “غير مرتبط بمسار الحرب في غزة”، مشيرا إلى أنه يتخذ شكلا آخر مرتبط بـ”قرار إيران برفع أو خفض وتيرة الاشتباك الحاصل في جنوب لبنان الذي لم يصل بعد لحد الحرب الكبرى”.

ويوضح بشارة في تصريح لموقع “الحرة”، أنه “ليس من المستبعد أن تستمر هذه المناوشات والاشتباكات، التي تدور في مدى جغرافي محدد، في وقت تطبيق الهدنة في غزة”.

ويستبعد المحلل ارتفاع وتيرة الاشتباكات في الجنوب، خلال أيام الهدنة، في ظل “غياب قرار إسرائيلي جازم بفتح جبهتين في وقت واحد”، على حد قوله.

واعتبر أنه “بالرغم من ارتفاع حدة العمليات خلال الأيام الماضية، إلا أن تدخلا أميركيا لدى إسرائيل يمنع احتمال للتصعيد”.

وفيما يؤكد على أن الأوضاع بجنوب لبنان “لا ترتبط بالهدنة في غزة، فإن خطوطا حمراء ترسم حدة الاشتباكات، لم يتجاوزها بالعمق، أي طرف من الطرفين”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *