يظل القرآن الكريم مصدراً للإعجاز الذي لا ينقضي، ومؤخراً برز الإعجاز العددي كأحد الدلائل المذهلة على دقة هذا الكتاب المحكم، حيث كشفت الدراسات الحديثة باستخدام الحواسيب الإلكترونية عن توازن رقمي دقيق في تكرار الكلمات والعبارات المتقابلة في القرآن الكريم، ما يثبت أنه محفوظ من التحريف، كما قال الله تعالى:
{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود: 1).
تكرار متماثل.. تناسق مذهل
كشفت الإحصائيات عن توازن مذهل بين الكلمات ذات المعاني المتقابلة في القرآن الكريم، حيث تتكرر بنفس العدد، وكأنها تعكس ميزاناً دقيقاً لا يقبل التلاعب أو التحريف. ومن أمثلة ذلك:
• الحياة وردت 145 مرة = الموت وردت 145 مرة
• الصالحات وردت 167 مرة = السيئات وردت 167 مرة
• الدنيا وردت 115 مرة = الآخرة وردت 115 مرة
• الملائكة وردت 88 مرة = الشيطان وردت 88 مرة
• المحبة وردت 83 مرة = الطاعة وردت 83 مرة
• الهدى وردت 79 مرة = الرحمة وردت 79 مرة
• الشدة وردت 102 مرة = الصبر وردت 102 مرة
• السلام وردت 50 مرة = الطيبات وردت 50 مرة
• الجهر وردت 16 مرة = العلانية وردت 16 مرة
• إبليس وردت 11 مرة = الاستعاذة بالله وردت 11 مرة
• جهنم ومشتقاتها وردت 77 مرة = الجنة ومشتقاتها وردت 77 مرة
إعجاز عددي لا يقبل الجدل
هذا التوازن الرقمي ليس صدفة، بل هو دليل واضح على أن القرآن الكريم منزل من عند الله، وهو كتاب محفوظ بدقة متناهية، حيث يقول الله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت: 53).
فإذا كان البشر لا يمكنهم الحفاظ على دقة عددية بهذا الشكل في أي كتاب بشري، فإن هذا التناسق الرقمي العجيب في القرآن الكريم دليل رياضي دامغ على أنه كلام الله، وأنه كما قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (فصلت: 42).
القرآن.. رسالة محفوظة للأبد
إن معجزة الأرقام في القرآن تفتح أبواباً جديدة للتأمل في عظمة هذا الكتاب الكريم، وتؤكد أنه لم يتعرض لأي تحريف أو تغيير عبر القرون، بل بقي محفوظاً كما أنزله الله على نبيه الكريم، ليظل شاهداً على أنه الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل.