البيت الأبيض يعلق بكلمتين على تهديد إيران لإسرائيل بعد ضربة دمشق

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

منذ مطلع شهر أبريل الجاري، تتواصل التهديدات الإيرانية من أعلى المستويات، بشأن تنفيذ رد عسكري على الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق وتسبب في مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اللواء محمّد رضا زاهدي، القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي يتم استهدافه منذ قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

يوم، الأربعاء، الماضي أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل سوف “تنال العقاب” وقال إن “القنصليات والسفارات في أي دولة هي بمثابة أراض لتلك الدولة والهجوم على قنصليتنا يعني الهجوم على أراضينا”.

وقبل ذلك توعد مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالرد على الهجوم وأن سفارات إسرائيل “لم تعد آمنة”.

ومع ذلك قالت مصادر إيرانية لرويترز، الخميس، إن طهران نقلت لواشنطن رسالة مفادها أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير وأنها لن تتعجل في الرد.

رويترز عن مصادر: طهران نقلت رسالة لواشنطن بشأن الرد على هجوم دمشق

قالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير،

وقالت المصادر إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نقل رسالة إيران إلى واشنطن أثناء زيارة يوم الأحد لسلطنة عمان.

وأضافت أن أمير عبد اللهيان أشار خلال اجتماعاته في عمان إلى استعداد طهران لتقليص التصعيد بشرط تلبية مطالب تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، وكذلك إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل. 

وأحجم متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على أي رسائل من إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة.

ولم تعلق وزارة الخارجية الإيرانية ولا العمانية على رسالة طهران لواشنطن.

وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية إن لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عمان، وذكر أن إيران “كانت واضحة جدا” بأن ردها على الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق سيكون “منضبطا” و”غير تصعيدي” ويشمل خططا “باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل”.

وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم الأول من أبريل على نحو يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه لكن يتفادى تصعيدا عسكريا قد تنجر إليه الولايات المتحدة.

فما الذي تعنيه رسالة طهران لواشنطن وهل تسعى إيران لحفظ ماء الوجه عبر رد بسيط بعد أن تأخذ ضمانات بأن إسرائيل لن تصعد؟

يقول الكاتب والمحلل سياسي الإيراني حسين رويران إن الرد الإيراني على الهجوم المنسوب لإسرائيل “حتمي وضروري لاعتبارات الردع”.

ويضيف رويران في حديث لموقع “الحرة” أن “عدم الرد يعني استباحة الأمن الإيراني، وأن أي طرف يمكنه تنفيذ اعتداء على البلاد باعتبار أنها لا ترد”.

ويرجح رويران أن “ينطلق الرد من داخل الأراضي الإيرانية وليس من خارجها أو من قبل حلفائها” في المنطقة.

وعن طبيعة هذا الرد المرتقب، يشير رويران إلى أنه لن يكون “واسعا جدا” ولكنه سيتم على الأغلب بشكل “متناسب مع حجم الفعل الذي قامت به إسرائيل”.

ويرى المحلل الإيراني أن “الرد لن يكون لمجرد الرد، لأنه كان هناك اعتداء اسرائيلي على أرض إيرانية وهناك أشخاص قتلوا في الهجوم وبالتالي من الطبيعي أن تكون هناك خسائر بشرية من جانب إسرائيل”، حسب قوله.

والجمعة، أكد البيت الأبيض أن تهديدات إيران لإسرائيل بالرد “حقيقية”، وأن الولايات المتحدة تنوي “بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها”.

وقبل ذلك حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إيران “تهدد بشن هجوم كبير على إسرائيل” مؤكدا دعم الولايات المتحدة “الثابت” لحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط رغم التوترات الدبلوماسية بين البلدين بشأن طريقة إدارة إسرائيل لحملتها العسكرية في قطاع غزة.

على الجانب الآخر قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان “جنبا إلى جنب” في مواجهة إيران.

وشدّد غالانت في بيان عقب لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا الذي يجري زيارة لإسرائيل “أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقرّبوننا من بعضنا البعض ويعزّزون روابطنا”.

وتابع الوزير الإسرائيلي “نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا برا وجوا بتعاون وثيق مع شركائنا، ونعلم كيف نرد”.

قواعد اللعبة

يرى الباحث في الشؤون الإقليمية في مركز الأهرام للدراسات سامح راشد أن “الصراع بين إيران وإسرائيل ليس صراع بقاء أو تناقض جذري كما يبدو في الظاهر”.

ويضيف لموقع “الحرة” أن “الخطاب الإعلامي العدواني المتبادل بينهما، مدفوع باعتبارات داخلية أي للاستهلاك المحلي وحشد التأييد للنظام الحاكم سواء في إيران أو إسرائيل”.

وتحدث راشد عن حالات سابقة شهدت تعاونا وتنسيقا بين الجانبين منها على سبيل المثال “ما عرف بفضيحة إيران-غيت) أثناء الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي”.

ويتابع راشد أنه طوال العقود الأربعة الماضية، منذ سيطرة رجال الدين على الحكم في إيران عام 1979، “يؤكد السلوك الفعلي لإسرائيل وإيران وجود حرص متبادل على تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة أو حرب حقيقية”.

ويرى أنه “رغم أن لدى طهران برنامجا نوويا متقدما وتوشك على امتلاك قنبلة نووية، حتى الآن لم تتدخل إسرائيل ضدها عسكريا كما فعلت مع العراق مثلا عام 1980، بل اكتفت بعمليات استخباراتية دقيقة ومنتقاة بعناية، كالهجمات الإلكترونية أو اغتيال علماء”.

“وحتى بعد أن تدخلت إيران في سوريا عسكريا وبات تمتلك وجودا عسكريا مباشرا ومتعدد الأشكال، تعمل إسرائيل على تحجيم النشاط الإيران هناك في حدود معينة”، وفقا لراشد

في المقابل، يشير راشد إلى أن “إيران لم تتحرك بشكل مباشر ضد إسرائيل رغم تكرار وتوالي الاجتياحات العسكرية لغزة والانتهاكات بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عموما”.

ويؤكد راشد أن “الحرب الجارية في غزة، حدث كبير يتجاوز كل المحطات السابقة والاختبارات بين البلدين، لكن يمكن بسهول ملاحظة الحذر الشديد في التعامل بينهما”.

“فإسرائيل تتجنب توسيع نطاق الحرب، خصوصا بعد التعثر أمام قدرات المقاومة الفلسطينية المحدودة، وإيران تخشى مواجهة شاملة ومفتوحة تعلم أنها ستخوضها بمفردها ضد تل أبيب وواشنطن معا”، بحسب راشد.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *