قالت مجلة “بوليتيكو” الأميركية، إن إدارة الرئيس جو بايدن، “تواصل الضغط” على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، “من جميع الجهات، في سبيل إنهاء الحرب في غزة بسرعة”.
وأضافت المجلة في تقرير لها، الخميس: “يعمل بايدن ومساعدوه على ضمان أن يشعر نتانياهو بالضغوط من جميع الجهات لإنهاء الحرب بسرعة”.
وذكرت أن الرئيس الأميركي يتخذ موقفا “أكثر صرامة”، حيث يدفع باتجاه ذلك “بخطاباته ووراء الكواليس، لزيادة الضغط من القوى الإقليمية، والأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة، والمواطنين الإسرائيليين، وكذلك حلفاء وأعداء نتانياهو السياسيين”.
وكان بايدن قد أعلن في 31 مايو الماضي، عن “مقترح إسرائيلي” من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، داعيا جميع الأطراف إلى عدم تفويت فرصة التوصل لصفقة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.
وقال في خطاب أدلى به في البيت الأبيض بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن إسرائيل “قدمت مقترحا لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن من 3 مراحل”، وقد تم إرساله إلى حماس عبر قطر.
سيناريو “كعب أخيل”.. إسرائيل وحماس وصراع الضمانات لإنهاء حرب غزة
يبدو أن المرحلة الأولى من خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، هي الوحيدة التي يمكن مقارنتها بجسد “أخيل” الذي غطسته أمه في الماء وبات محميًا، لكن المرحلتين التاليتين مثل كعبه يمكن بكل سهولة أن تتسببا في انهيار تام لمحاولات الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم في القطاع وإعادة جميع المختطفين لدى حماس.
ووفق المجلة، فإن “هناك قلقا بين العديد من المسؤولين الأميركيين وآخرين منخرطين في إدارة الأزمة، من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة الأفضل لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإنهاء الحرب دون المزيد من الخسائر البشرية بشكل كبير”.
وتستهدف “حملة الضغط الأميركية حماس أيضا”، وفق المجلة، التي قالت: “لكن نتانياهو في بعض النواحي هو صانع القرار الأكثر تعقيدا، وهو الشخص الذي تتمتع الولايات المتحدة بقدرة أكبر في التأثير عليه بشكل مباشر”.
ويواجه نتانياهو ضغوطا داخلية، من اليمين المتطرف، للتخلي عن مقترح وقف إطلاق النار، حيث تجعل العواقب من الصعب عليه ببساطة الموافقة على المناشدات الأميركية للمضي قدما في الصفقة، على الرغم من أنها في الأصل اقتراح إسرائيلي، حسب ما ذكرت المجلة.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق في البحرين، آدم إريلي، قوله: “بيبي (نتانياهو) الآن محاصر في شبكة مناوراته السياسية بين شركائه في الائتلاف، والأميركيين، ومؤسسته الأمنية. لقد قدم وعودا للجميع لكنه لا يستطيع الوفاء بها بالكامل لأي منهم”.
ومنذ إعلان بايدن عن المقترح الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع، تواصل المسؤولون الأميركيون، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظرائه في دول مثل مصر والمغرب وقطر، الذين يمكنهم الضغط على نتانياهو وكذلك على حماس، وفق المجلة.
كما أجرى بلينكن اتصالات هاتفية مع عضوين رئيسيين في مجلس الحرب الإسرائيلي، هما وزير الدفاع يوآف غالانت، وبيني غانتس. والاثنان “ليسا راضيين” عن كيفية تعامل رئيس الوزراء مع المجهود الحربي، حسب “بوليتيكو”.
“دلالات متزايدة”.. هل ترفض حماس خارطة الطريق الإسرائيلية؟
رغم حث العديد من الدول من الوسطاء لحماس للموافقة على “خارطة الطريق” التي أيدها الرئيس الأميركي، جو بايدن إلا أن الحركة لم ترد بعد على مقترح وقف إطلاق النار.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الأربعاء، في مقابلة تلفزيونية على قناة “إن بي سي”: “أكدت للحكومة الإسرائيلية مرارا، بما في ذلك اليوم، أن الاقتراح ما زال على الطاولة، والآن يعود الأمر إلى حماس لقبوله، وينبغي على العالم كله دعوة حماس لقبوله”.
ومع ذلك، يجادل بعض المسؤولين الأميركيين السابقين بأن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، قد يثبت أنه “أصعب في الإقناع من نتانياهو”، إذ قال المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، جوناثان لورد: “يعتقد السنوار أنه يفوز، ولديه اليد العليا في الرأي العام.. إذا كان السنوار يعتقد أن نتانياهو يواجه ضغوطا أكثر، فإنه سيكون مستعدا لعدم المضي قدما في أي اتفاق”.
ونوهت المجلة بأن “بايدن لم يتحدث مع نتانياهو خلال الأسبوع الماضي.. لكن ذلك قد يكون لأنه يحتفظ بهذا كتكتيك في مرحلة لاحقة”.
وفي الوقت نفسه، يعود مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، وكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى المنطقة هذا الأسبوع، للتباحث مع الشركاء حول المضي قدما في الصفقة، حسب المجلة.
وكشفت “بوليتيكو” أن الإدارة الأميركية “تواصلت أيضا مع وكالات الإغاثة التي تعمل في غزة، لمحاولة الحصول على دعمها للاقتراح، حيث قدموا شرحا حول الخطة وناقشوا الخيارات لحماية موظفيهم على الأرض بمجرد التوصل إلى اتفاق نهائي”.
“تطور مهم”.. نتانياهو وجنرالاته “يريدون سرا إنهاء الحرب”
سلطت صحيفة “هآارتس” الضوء على خطة الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي أعلن عنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، وهي الخطوة التي تُشكل تطورا مهما في سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، موضحة أنه بات يرغب في إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخيارات.
ومن جهة أخرى، اتجهت الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في محاولة للحصول على مزيد من التأييد للخطة من خلال قرار، حسب “بوليتيكو”، التي أشارت في نفس الوقت إلى أن “هذا محفوف بالمخاطر نظرا لإمكانية أن تعيق روسيا والصين القرار”.
وتابعت: “لكن هذا يشير إلى أن واشنطن تعتقد أن إجراء النقاش سيظهر جدية الولايات المتحدة في إنهاء الصراع”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء على حماس”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 36 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.