الانتخابات الأميركية.. ما مصير بطاقات الاقتراع “التالفة”؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

بحلول الخامس من نوفمبر، سيكون ملايين الأميركيين قد أدلوا بالفعل بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدة، إذ حتى قبل أسبوعين على الموعد الرسمي للاقتراع، يسجّل إقبال لافت على التصويت المبكر، فاق إلى حدود مساء الثلاثاء، 18 مليون ناخب.

ويصوّت الأميركيون تقليديا في مراكز الاقتراع المحلية في أحيائهم السكنية، ولكن منذ ثمانينيات القرن الماضي، خففت العديد من الولايات القواعد المتعلقة بإصدار بطاقات الاقتراع الغيابي، وسمحت للناخبين بالإدلاء بأصواتهم شخصيا قبل يوم الانتخابات، أو الاقتراع عبر البريد.

التصويت المبكر ومزاياه

ويتيح النظام الانتخابي الأميركي فرصة التصويت المبكر في جميع الولايات باستثناء، ميسيسيبي ونيوهامبشير وألاباما، وفقا للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية.

ويسمح هذا الإجراء للناخبين المسجلين بالإدلاء بأصواتهم شخصياً في مراكز الاقتراع قبل الموعد الرسمي للانتخابات. 

وتختلف مواعيد بدء التصويت المبكر بين الولايات، إذ تبدأ بعض الولايات في سبتمبر، بينما تنتظر ولايات أخرى حتى منتصف أكتوبر، أو حتى قبل أيام من موعد الانتخابات في نوفمبر.

أما فيما يتعلق بعملية فرز وعد الأصوات، فتبدأ معظم الولايات في عد الأصوات المبكرة يوم الانتخابات نفسه، في حين تشترط بعض الولايات الانتظار حتى إغلاق مراكز الاقتراع قبل البدء في العد.

وبحسب مؤسسة “يو اس فاونديشن”، فإن للتصويت المبكر مزايا عديدة مهمة للناخبين، أولها، توفير المرونة والملاءمة، إذ  يناسب هذا النظام جداول العمل المختلفة، ويتيح خيارات للمصوتين المسافرين، كما يسهل ترتيبات رعاية الأطفال أو تفادي حالة الطقس السيئة، ويبقى أيضا عاملا لربح الوقت وتجنب الانتظار بسبب قصر الطوابير، مقارنة بيوم التصويت.

ومن بين مزاياه الأساسية الأخرى تحسين كفاءة وأمان العملية الانتخابية، إذ يخفف الضغط على مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات، ويتيح وقتاً لمعالجة أي مشكلات تقنية أو إدارية، ويقلل من تأثير الأعطال الفنية أو الطارئة على العملية الانتخابية.

التصويت الغيابي/البريدي

يقصد بالتصويت الغيابي ـ البريدي التصويت الذي لا يتم حضوريا في يوم الانتخابات، بل يتم بطريقة أخرى، عادة عبر البريد.

ووفقا لمنصة “بالوتبيديا”، تسمح جميع الولايات بالتصويت الغيابي، غير أن بعضها تقيّد هذا الإجراء وتطلب من الناخبين تقديم عذر مقبول للتصويت عبر البريد، بينما تسمح ولايات أخرى لأي ناخب مؤهل بالإدلاء بصوته غيابيا.

ويمكن تقسيم إجراءات التصويت الغيابي/البريدي إلى فئتين: أنظمة التصويت البريدي التلقائي وأنظمة التصويت البريدي التي تحتاج التقدم بطلب.

بموجب أنظمة التصويت البريدي التلقائي، يتم إرسال بطاقة اقتراع بريدية لجميع الناخبين المؤهلين بشكل تلقائي. ويشار إليها أحيانا بأنظمة التصويت البريدي الشامل.

بينما في نظام التصويت البريدي القائم على الطلب، ينبغي أن يبادر الناخب المؤهل بنفسه لبدء عملية التصويت، إذ يجب عليه تقديم طلب للحصول على بطاقة الاقتراع، ثم انتظار الموافقة، واستلام البطاقة بالبريد، وتعبئتها، وإعادة إرسالها.

ويُعرف هذا النظام تقليديا باسم التصويت الغيابي لأنه كان يُستخدم في الأصل للأشخاص غير القادرين على الحضور شخصيا لمراكز الاقتراع، لأسباب مثل السفر أو المرض، وما زالت بعض الولايات، تتطلب تقديم تبرير لعدم القدرة على التصويت شخصيا.

هل التصويت بالبريد ثغرة في الانتخابات الأميركية؟

منشورات على منصات التواصل الاجتماعي حصدت عشرات آلاف التفاعلات، تزعم أن الأصوات الانتخابية المرسلة بالبريد في ولاية مينيسوتا تحمل علامة تميز الأصوات لصالح الحزب الجمهوري بغرض التخلص منها.. هل حقا؟

وسمح بالتصويت غيابيا أول مرة إبان الحرب الأهلية، ثم للجنود الأميركيين، قبل أن يتم السماح به لعموم الأميركيين على مراحل. وكانت ولاية كاليفورنيا أول من أتاح هذا الخيار لسكانها.

ووصلت حركة التصويت عبر البريد، الغيابي إلى مستويات جديدة خلال انتخابات 2020 وجائحة كوفيد-19، وعلى الرغم من انخفاضها لاحقا بأكثر من 10 نقاط في الانتخابات النصفية لعام 2022، إلا أن 32 بالمئة من الناخبين اختاروا الإدلاء بأصواتهم بهذه الطريقة في تلك الانتخابات.

هل يمنح التصويت عبر البريد أفضلية لحزب على آخر؟

حتى عام 2020، لم يكن للتصويت البريدي تأثير في تفضيل حزب على آخر، غير أن الوضع تغير مع ظهور جائحة كوفيد-19، حيث اتخذ الحزبان الديمقراطي والجمهوري موقفين متباينين، حسبما نقلت صحيفة “الغارديان”.

وشجع الديمقراطيون استخدام التصويت البريدي كإجراء وقائي صحي، وخاضوا معارك قانونية لتوسيع التصويت الغيابي في الولايات التي لم تكن قد تبنت هذه الممارسة على نطاق واسع.

وفي المقابل، وخلال الأشهر التي سبقت الانتخابات, ادعى، دونالد ترامب، أن هذه العملية مليئة بالتزوير، مما أدى على الأرجح إلى تخويف الناخبين الجمهوريين من خيار التصويت عن بُعد، وفقا لصحيفة الغارديان.

ووفقا لبيانات من الغارديان و”بروبابليكا”، حقق الديمقراطيون مكاسب مهمة خلال الانتخابات العامة لـ 2020 في المقاطعات التي لجأت إلى التصويت البريدي.

وبعد نتائج انتخابات 2022 التي حقق فيها الديمقراطيون نجاحا ملحوظا أيضا، غيّر الحزب الجمهوري موقفه بشأن هذا النمط، وبدأ في تشجيع ناخبيه على استخدام التصويت البريدي، رغم استمرار معارضة ترامب الشخصية للنظام.

التصويت المبكر.. إقبال “لافت” يفتح باب التكهنات

قبل أسبوعين بالضبط على موعد النزال الرئاسي الأميركي في الخامس من نوفمبر، تشهد مراكز الاقتراع في الولايات المختلفة إقبالا لافتا على التصويت المبكر، فاق حتى الساعة 17 مليون ناخب، ما يثير تساؤلات بشأن الدلالات والمؤشرات المحتملة لمثل هذه الحصيلة.

أنماط التصويت عبر الولايات

وتختلف تجربة التصويت بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي، بحسب معطيات نقلتها صحيفة واشنطن بوست عن مسح لإدارة الانتخابات والتصويت من لجنة المساعدة الانتخابية الأميركية.

وتتبنى الولايات الغربية في أميركا نهجاً متقدماً في التصويت البريدي، حيث أن ولايات مثل أريزونا وكاليفورنيا وكولورادو وواشنطن وأوريغون تعتمد بشكل رئيسي على هذا النظام.

وفي الجنوب، تظهر صورة مختلفة، حيث يميل الناخبون إلى التصويت المبكر الحضوري. ففي ولايات مثل جورجيا وكارولاينا الشمالية وأركنساس وتكساس، يفضل غالبية الناخبين الإدلاء بأصواتهم شخصيا قبل يوم الانتخابات.

أما في حوالي عشرين ولاية، معظمها في الشمال الشرقي والوسط الغربي، فلا يزال التصويت التقليدي في يوم الانتخابات هو الأسلوب السائد.

وتشمل هذه الولايات بنسلفانيا وويسكونسن ونيويورك وإلينوي، حيث يفضل أكثر من ثلثي الناخبين الذهاب إلى مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات نفسه.

وهناك مجموعة أخيرة من الولايات تتبنى نهجاً متوازناً، حيث تجمع بين مختلف أساليب التصويت. فولايات مثل ميشيغان وفلوريدا وماساتشوستس تقدم مزيجا من خيارات التصويت المبكر والبريدي والتقليدي، مما يتيح للناخبين مرونة أكبر في اختيار الطريقة التي تناسبهم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *