اعتقلت إسرائيل العشرات من سكان جباليا وكثفت قصفها المدفعي والجوي لمناطق عدة في قطاع غزة، كما واصلت إجبار مئات العائلات على الخروج من مناطق الإيواء بشمال غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل 200 ممن وصفهم بالمخربين من منطقة جباليا منذ بدء العملية العسكرية في المنطقة.
وقالت مصادر طبية، للجزيرة، إن 42 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر أمس الأربعاء، أغلبهم في شمال القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأن غارة إسرائيلية استهدفت المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي الشمال أفاد مراسل الجزيرة بحصول قصف مدفعي وإطلاق نار من دبابات ومسيرات إسرائيلية في مخيم جباليا ومشروع بلدة بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين، وإصابة آخرين.
وأظهرت مشاهد للجزيرة خروج عدد من الأسر المحاصرة إلى الشوارع في ساعات الليل، بعد قصف مدفعي وجوي تعرضت له منازلهم والأماكن المحيطة بهم في مشروع بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي منطقة الصفطاوي شمال غربي مدينة غزة.
وفي تطور آخر، نقلت شبكة سي إن إن عن وكالة الأونروا قولها إن “إحدى شاحناتنا تعرضت لقصف مباشر بصاروخ إسرائيلي أدى إلى مقتل أحد موظفينا”.
وأضافت أن شقيق عامل الإغاثة قتل أيضا في الغارة الإسرائيلية على الشاحنة الأممية.
توقف عمل الدفاع المدني
وفي السياق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن الاحتلال اعتقل 5 من عناصره واقتادهم إلى مكان مجهول.
وأضاف أن الدبابات الإسرائيلية استهدفت مركبة الإطفاء الوحيدة في شمال القطاع وأضرمت النيران فيها، مؤكدا أن عمل أطقم الدفاع المدني توقف كليا في محافظة الشمال وأن الوضع أصبح كارثيا هناك.
وأكد أن سياسة قوات الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمال القطاع هي تفريغ المربعات السكنية واحدا تلو الآخر.
وأضاف بصل أن المئات من المدنيين في جباليا تحت خطر شديد، إذ تعمد الاحتلال تدمير كتلة سكنية كبيرة، ويركز الآن على مراكز الإيواء في بيت لاهيا المتاخمة لمخيم جباليا.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمالي القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي بدء اجتياحه.
وبالنسبة للمستشفيات، قال الناطق باسم الدفاع المدني إن المستشفى الإندونيسي مغلق، وإن مستشفيي كمال عدوان والعودة محاصران، وكل من يحاول الدخول أو الخروج منهما يتم استهدافه.
وأضاف أن الاحتلال دمر المربعات المحيطة بمستشفى كمال عدوان وأغلق جميع الشوارع المؤدية إليه.
هذا، وقد أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات العائلات الفلسطينية على الخروج من مراكز الإيواء في شمال القطاع، تحت وطأة القصف، وخرجت هذه العائلات في ظروف مأساوية، لا تعرف إلى أين تتجه.
وبالتوازي مع ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال أعدادا من الرجال، بينما استشهد آخرون بينهم أطفال.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.