قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قصفت ما لا يقل عن 8 قوافل ومنشآت تابعة لمنظمات إغاثة إنسانية في قطاع غزة، وذلك منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، إثر الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل.
واعتبرت المنظمة الحقوقية، أن تلك الوقائع تكشف عن “عيوب جوهرية فيما يُسمى بنظام عدم الاشتباك (التنسيق مع الجيش) الذي من المفترض أن يحمي العاملين في المجال الإنساني، ويسمح لهم بتوزيع المساعدات الإنسانية الحيوية في غزة”.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها، أن المنظمات المستهدفة قدمت إحداثياتها وتفاصيل الاتصال بها إلى السلطات الإسرائيلية، من أجل ضمان حمايتها، لافتة إلى أن السلطات الإسرائيلية “لم تحذر أيًا منها مسبقًا، قبل إطلاق النار عليها”.
وفي إحدى الحوادث، التي وقعت في 1 أبريل، قُتل سبعة من عمال الإغاثة في غارات بطائرات بدون طيار في مدينة دير البلح.
كما أصابت الصواريخ قافلة مكونة من 3 مركبات تابعة لمنظمة “وورلد سنترال كيتشن”، اثنتان منها تحملان شعار المنظمة، وجميعها تقل مدنيين.
أين كانوا وما هي مهمتهم؟.. تفاصيل ما حدث لموظفي “وورلد سنترال كيتشن” القتلى بغزة
أعلنت منظمة “وورلد سنترال كيتشن”، الثلاثاء، مقتل 7 من موظفيها إثر “غارة إسرائيلية” في قطاع غزة، وقررت تعليق عملياتها في المنطقة بشكل مؤقت.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن القافلة “كانت تسير في طريق قالت المنظمة إنها اتفقت عليه مع الجيش الإسرائيلي”.
وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الذي أرجع الغارة إلى “خطأ في تحديد الهوية”، إنه “لم يتم تنفيذها بنية إيذاء عمال الإغاثة في منظمة وورلد سنترال كيتشن”، ووصفها بأنها “خطأ لم يكن ينبغي أن يحدث”، وفقا لصحيفة “غارديان” البريطانية.
وفي 9 ديسمبر، أطلقت البحرية الإسرائيلية قذائف مدفعية عيار 20 ملم على مركز إيواء تابع لوكالة “أونروا” في رفح، يتكون من مبنيين، حسبما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لـ” هيومن رايتس ووتش”.
ووقع الهجوم في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم، بينما كان 10 موظفين نائمين بالداخل.
وقالت الوكالة إنها شاركت إحداثيات مركز الإيواء مع السلطات الإسرائيلية بشكل منتظم، بما في ذلك تاريخ الهجوم، ولم تكن على علم بأي أهداف عسكرية في المنطقة في ذلك الوقت.
وأكدت الوكالة أنها لم تتلق أي تحذير بشأن الهجوم.
وفي حادث آخر وقع في 8 يناير، اخترقت قذيفة إسرائيلية مبنى كان يعيش فيه أكثر من 100 من موظفي منظمة “أطباء بلا حدود” وعائلاتهم في خان يونس.
وقد قُتلت، في تلك الواقعة، ابنة أحد العاملين في منظمة أطباء بلا حدود، البالغة من العمر 5 سنوات، وأصيب 4 أشخاص.
تقرير يوثق سلسلة هجمات سابقة على عمّال “وورلد سنترال كيتشن” ومنظمات إغاثة بغزة
وثق تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، هجمات سابقة استهدفت عمال الإغاثة في “وورلد سنترال كيتشن” ومنظمات إنسانية أخرى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
وتؤكد إسرائيل “التزامها بالقوانين الدولية” في الحرب بقطاع غزة، متهمة حركة حماس الفلسطينية بتنفيذ أعمالها القتالية من مناطق تعج بالمدنيين، وأن مقاتليها يستخدمون المدنيين دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية، التي تتهم بدورها إسرائيل بارتكاب انتهاكات جسيمة في عملياتها العسكرية بالقطاع.
واندلعت الحرب مع شن حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، في السابع من أكتوبر، هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.
وردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات برية أدت إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة بغزة.