الأمم المتحدة تعلن عن “مستويات طوارئ غير مسبوقة” في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

يفاقم انهيار المرافق الصحية المتهالكة في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، من الكارثة التي تواجه السكان، في ظل الهجمات الإسرائيلية التي بدأت شرقي المدينة الحدودية مع مصر، والتي يقطنها حاليا أكثر من مليون شخص أغلبهم نزحوا من مناطق القتال الأخرى في الشمال.

وأوضح تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، أن هذا الانهيار للقطاع الصحي جاء حينما كان الناس في أمس الحاجة إليه، حيث أُغلقت أكبر مستشفى، بالإضافة إلى عيادات صغيرة، وفرّ العاملون في الحقل الصحي من المدينة قبل يومين، بعدما أمرت إسرائيل، الثلاثاء، أكثر من 100 ألف فلسطيني شرقي رفح بالخروج.

ووصفت متحدثة باسم الهلال الأحمر، للصحيفة، الأوضاع في “المنطقة الحمراء” التي طالبت إسرائيل السكان بمغادرتها، موضحة أن “الجثث ملقاة على الأرض في الشوارع، حيث لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها بسبب القصف الإسرائيلي”.

كما أن إغلاق المعابر الحدودية، تسبب في تقطع السبل بالمرضى أصحاب الحالات الخطيرة الذي كانوا ينتظرون الإجلاء إلى مصر، فيما منع أطباء دوليون وإمدادات طبية من الدخول عبر منفذ رفح البري، الذي سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه، الثلاثاء.

وتقول إسرائيل إن عمليتها العسكرية في رفح “ضرورية للقضاء على حماس”، فيما حذرت الولايات المتحدة والعديد من دول العالم من شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المدينة الحدودية مع مصر.

ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني، فروا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.

ونزح كثيرون في رفح عدة مرات على مدار الحرب المتواصلة منذ 7 أشهر، وهم ينزحون مجددا بعدما دعت القوات الإسرائيلية إلى إخلاء الجزء الشرقي من المدينة.

ونزح حوالي 110 آلاف شخص حتى الآن من مدينة رفح إلى مناطق أخرى في القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة، الجمعة.

“أجساد محروقة وأطراف تحتاج إلى البتر”

قال مدير المستشفى الكويتي في رفح، صهيب الهمص، لواشنطن بوست:” لا توجد كلمات لوصف الكارثة التي نعيشها اليوم”، مضيفا أن “الإصابات في الرأس والأطراف التي تحتاج إلى بتر والحروق الشديدة، لا يمكن علاجها بقدراتنا البسيطة”.

كما أوضح أنه لا يوجد عدد كاف من الأطباء أو الأسرّة للمرضى.

أكسيوس: تقرير لبلينكن سينتقد إسرائيل لكنه لن يتهمها بانتهاك شروط استخدام الأسلحة

كشف مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سوف يقدم الجمعة تقريرا إلى الكونغرس ينتقد فيه بشدة ممارسات إسرائيل في قطاع غزة.

ومع إصدار إسرائيل أوامر الإجلاء، الإثنين، أعلنت حركة حماس قبول مقترح بوقف إطلاق النار، فخرج المواطنون فرحا في رفح، لكن إسرائيل قال إن الشروط المقترحة “غير مقبولة” وواصلت غاراتها الجوية وعمليتها شرق رفح، لتتحول الأجواء تماما في المدينة.

ولاحقا، أوضحت الخارجية الأميركية أن حماس “لم توافق على مقترح الوسطاء للهدنة، بل ردت بمجموعة من الاقتراحات”.

وفي المستشفى الأوروبي في رفح، وصف الطبيب الأميركي من أصل فلسطيني، محمد عبد الفتاح، حالة طفلة رضيعة رآها هناك، حيث تم تركيب أنبوب يساعدها على التنفس، فيما عانت من صدمة شديدة جراء الضربات الإسرائيلية.

وقال لواشنطن بوست: “كانت والدتها جالسة خلفها، وتصرخ إنها تتمنى لو كانت هي المصابة. حاول كل شخص إنعاش قلبها دون جدوى”.

“ضربات إسرائيلية” شرق رفح.. ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق

قال سكان فلسطينيون إن دبابات وطائرات حربية إسرائيلية قصفت مناطق من رفح، الخميس، فيما لم تفض المفاوضات التي استضافتها مصر لأي اتفاق لوقف النار في غزة يوم الخميس.

وأضاف: “غالبية المرضى كانوا من الأطفال، وكانوا داخل وحدات العناية المركزة والطوارئ ووحدة الحروق، وعانوا من كسور في الوجه أو حروق تغطي 60 بالمئة من أجسادهم.. كان من الصعب رؤيتهم”.

وتقول إسرائيل إنها “تلتزم بالقوانين الدولية” في عملياتها بقطاع غزة، متهمة حماس بوضع المدنيين في خطر واستخدامهم دروعا بشرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

رضّع يموتون

ومن منظمة أوكسفام، قالت غادة الحداد، وفق شبكة “إيه بي سي” الأميركية، إن سكان غزة عاشوا خلال الأسبوع الماضي في “دوامة من الأمل واليأس”.

إسرائيل بدأت عملية عسكرية شرقي رفح

وقالت الحداد، الأربعاء: “حينما سمعنا عن التقدم والتطور في محادثات وقف إطلاق النار، شعر الجميع بالتفاؤل في الشوارع. ظننا أننا سنحظى ببعض السلام في نهاية المطاف، ثم جاء أمر الإخلاء.. تحطمت كل الآمال بوقف إطلاق النار”.

من جانبه، قال خبير التغذية بمنظمة تحالف إعادة البناء غير الحكومية، محمد حمودة، للشبكة الأميركية، إنه كان يوفر وجبات ساخنة لآلاف النازحين في رفح منذ فبراير، قبل إجباره على الإخلاء بأوامر من الجيش الإسرائيلي.

وأوضح أنه توجه إلى خان يونس، حيث قال: “لا يوجد هنا كهرباء أو مياه نظيفة. لا طعام نظيف لفريقي أو لأطفالي”.

فيما أوضحت رئيسة قسم السياسات الإنسانية بمنظمة “أنقذوا الأطفال”، ألكسندرا سايح، الأربعاء، أن الحليب الصناعي للأطفال “بحاجة إلى مياه نظيفة لإعداده، وهي غير متوفرة في الوقت الحالي”.

وتابعت: “الوضع بالنسبة للرضّع مروع.. في كثير من الأحيان يموت الرضع لأنهم لا يحصلون على العناصر الغذائية الكافية، والأمهات لا يحصلن على ما يكفيهن من عناصر غذائية لمساعدتهن في عملية الرضاعة الطبيعية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *