أفادت تقارير إخبارية وصور أقمار صناعية، الاثنين، بتوغل دبابات وقوات مشاة إسرائيلية من شمال وشرق قطاع غزة، ووصلت بعض القوات إلى ضواحي مدينة غزة وأغلقت طريقا رئيسيا.
وقال شهود عيان إن دبابات إسرائيلية وصلت أطراف حي الزيتون في مدينة غزة، الاثنين، ويقع هذا الحي في جنوب مدينة غزة، حيث وصلت إليه القوات بعد قطع شارع صلاح الدين القريب الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، كما توضح خريطة.
وتوضح هذه الخريطة شارع صلاح الدين الذي يقع على أطراف مدينة غزة من ناحية الشرق.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن شهود من داخل غزة أن الدبابات الإسرائيلية قطعت طريق صلاح الدين، وباتت على مشارف حيي الزيتون والشجاعية في المدينة.
وحي الزيتون شهد توغلات سابقة للجيش الإسرائيلي في حربي عام 2008 و2014.
وأفادت مراسلة “الحرة” في غزة، الاثنين، بأنه لو تأكد توغل القوة الإسرائيلية ووصولها إلى شارع صلاح الدين، فسيعني ذلك أن الطرق ستقطع بين مناطق الشمال والجنوب.
وكانت إسرائيل أنذرت سكان شمال قطاع غزة بضرورة التوجه نحو الجنوب لتجنب عملياتها العسكرية التي تتوسع في الشمال. ولم يمتثل الجميع لهذه التحذيرات، إذ بقي عشرات الآلاف في المنطقة.
ويوم الاثنين، بدا شارع صلاح الدين الواقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية مهجورا تقريبا، وفق فرانس برس.
#عاجل جيش الدفاع يكرر دعوته الموجهة لسكان غزة إلى الانتقال إلى جنوب وادي غزة ويعلن عن مساعدات انسانية ستتوفر في منطقة المواصي.
جيش الدفاع يكرر مناشدته سكان شمالي القطاع ومدينة غزة الانتقال إلى منطقة جنوب وادي غزة. كما يعلن انه ستتوفر استحقاقات انسانية في المناطق المفتوحة غرب… pic.twitter.com/57HfjPy62U
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 30, 2023
وتقول الغارديان إنه إذا تأكد قطع الطريق، فإن ذلك يعني أن القوات الإسرائيلية تحاول عزل مدينة غزة من الجنوب، مما يؤدي فعليا إلى عزل وحصار المناطق الشمالية على طول الطريق إلى بيت حانون وبيت لاهيا في الشمال.
وقال مايكل نايتس، المحلل العسكري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لوول ستريت جورنال، إن السيطرة على الطريق “تمنح إسرائيل السيطرة على نقطة استراتيجية في القطاع، حيث تستطيع القوات الإسرائيلية مراقبة ما يدخل إلى مدينة غزة ويخرج منها والسيطرة عليها”.
وقالت الصحيفة إن هذا الوضع سيجعل تحرك سكان شمال القطاع نحو الجنوب أكثر صعوبة. ويقول سكان ومراقبون دوليون إن الوضع الأمني وتضرر البنية التحتية جعلت السفر داخل غزة صعبا بالفعل.
من الشمال
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الجيش الإسرائيلي يتوغل في غزة من 3 جهات على الأقل. وتُظهر صور ومقاطع وصور أقمار صناعية مركبات مدرعة تتقدم من الحدود الشمالية لغزة.
وتشير الصور، التي تحققت منها صحيفة نيويورك تايمز إلى مجموعات كبيرة من الدبابات والمدرعات تشق طريقها إلى عمق غزة من الشمال، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي ضرب المباني القريبة من الجو.
وفي شمال غرب غزة، أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة “بلانيت لابز”، صباح الاثنين، مدرعات تتقدم على بعد حوالي خمسة كيلومترات جنوب الحدود الشمالية بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وشوهدت مركبات متجمعة في منطقة الكرامة، شمال غرب مدينة غزة، على بعد أقل من 3.2 كيلومتر، شمال مخيم الشاطئ.
وأظهرت الصور مجموعة ثانية من الآليات المدرعة قرب مدينة بيت حانون شمال شرق القطاع.
وبدأت إسرائيل مداهماتها لغزة، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، وجددت دعواتها للمدنيين للانتقال من شمال القطاع إلى الجنوب، في إطار ملاحقتها لمسلحي حركة حماس الذين تقول إنهم يختبئون في شبكة من الأنفاق تحت مدينة غزة.
ومع ذلك، ظل العديد من الفلسطينيين في مدينة غزة، خشية فقدان منازلهم مثل أسلافهم وينتابهم القلق من أنباء الغارات الجوية الإسرائيلية جنوبا، وفق رويترز.
وكثفت إسرائيل، منذ الجمعة، نطاق عملياتها البرية، وأعلنت زيادة عديد قواتها على الأرض. وقالت حركة حماس إن “الاشتباكات العنيفة” متواصلة على الأرض بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، أنه ضرب “أكثر من 600” هدف في قطاع غزة “في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة”.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن العملية البرية “تستمر بخطوات مدروسة وقوية للغاية، وستتم هزيمة حماس وسيكون هناك قطاع غزة آخر، ولكن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا”، وفق تصريحاته التي أوردتها هيئة البث الإسرائيلية (مكان).