الأكبر في أفريقيا.. افتتاح “جامع الجزائر” بعد سنوات من الجدل

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

افتتح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأحد، مسجدا ضخما على ساحل البحر الأبيض المتوسط بعد سنوات من الاضطرابات السياسية، حولت المشروع من رمز للقوة والتدين الذي ترعاه الدولة، إلى رمز للتأخير وتجاوز التكاليف، بحسب “أسوشيتد برس”.

ويشتمل المسجد الذي يحمل اسم “جامع الجزائر”، على 12 مبنى، بجانب قاعة الصلاة، ويضم مكتبة تحوي مليون كتاب، فضلا عن متحف للتاريخ الإسلامي وقاعة للمحاضرات ومدرسة عليا للعلوم الإسلامية لطلاب الدكتوراه.

وجرى بناء المسجد من قبل شركة إنشاءات صينية طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ويتميز بأطول مئذنة في العالم، إذ يبلغ ارتفاعها 869 قدما (265 مترا). 

ويعد المسجد، ثالث أكبر مسجد في العالم، الأكبر في أفريقيا، وتتسع قاعة الصلاة فيه لـ 120 ألف مصل. 

ويحتوي تصميمه العصري على زخارف عربية وشمال أفريقية، احتفاءً بالتقاليد والثقافة الجزائرية، بالإضافة إلى مهبط لطائرات الهليكوبتر.

وكان نشر نسخة معتدلة من الإسلام أولوية رئيسية في الجزائر، منذ تمكنت القوات الحكومية من إخضاع التمرد الذي قاده الإسلاميون طوال التسعينيات، عندما اجتاحت حرب أهلية دامية البلاد، بحسب الوكالة.

وافتتح الرئيس الجزائري، المسجد بالجزائر العاصمة، لكن الحدث كان احتفاليا في المقام الأول، لأن المسجد مفتوح للسياح الدوليين وزوار الجزائر، منذ نحو خمس سنوات.

ويسمح ذلك بفتح المسجد رسميا أمام المصلين لإقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ الشهر المقبل.

وبعيًدا عن أبعاده الضخمة، فإن المسجد اشتهر بالتأخير والجدل الذي ميز السنوات السبع التي كان فيها قيد الإنشاء، بما في ذلك اختيار الموقع، الذي حذر الخبراء من مخاطره الزلزالية. 

ونفت الدولة ذلك في بيان صحفي، نشر الأحد على موقع وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

وطوال فترة التأخير وتجاوز التكاليف، لم يتوقف المشروع أبدا عن إثارة غضب الجزائريين، إذ قال كثيرون إنهم يفضلون بناء 4 مستشفيات في جميع أنحاء البلاد، وفق الوكالة.

وبلغت التكلفة الرسمية للمشروع 898 مليون دولار. وكان المسجد في الأصل مشروعا للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي صممه ليكون الأكبر في أفريقيا. وأراد أن يكون إرثه، وأطلق عليه اسم “مسجد عبد العزيز بوتفليقة”.

لكن الاحتجاجات التي اجتاحت الجزائر عام 2019 وأدت إلى استقالة بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة، منعته من تحقيق خططه، وتسمية المسجد باسمه، أو افتتاحه في فبراير 2019، كما كان مقررا.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *