اغتيال الرجل الثاني في حماس.. ما أهداف إسرائيل في لبنان؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

وأوضحت حماس أن القياديين سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار قُتلا أيضا في الغارة الإسرائيلية. هذا وقد أفادت وكالةُ الأنباء الوطنية اللبنانية بمقتل 7 أشخاص وإصابة 11 أخرين في الهجوم، مشيرة إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي يحلق فوق بيروت والضاحية الجنوبية وصولا إلى صيدا.

وأعلن لبنان أنه سيقدم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بعد اغتيالها قادة من حماس في الضاحية الجنوبية، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن هذه الغارة جريمة إسرائيلية تهدف لإدخال البلاد في مرحلة جديدة من المواجهات.

من جهة ثانية، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، سيكون ضمن عمليات اغتيال قادمة ضد الحركة.

ودخلت الحرب في قطاع غزة مرحلة أكثر عمقا وإن كانت ساحتها هذه المرة خارج جغرافيا غزة، إذ شرعت إسرائيل في ترجمة خطتها التي رسمتها بشأن ملاحقة قادة حماس المنتشرين في دول المنطقة، وبدأت” باغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي.

  • ما يحدث الآن من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، لن يكون الأخير، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي أكدت أن اغتيال العاروري سيكون ضمن سلسلة هجمات تنفذها إسرائيل ضد حركة حماس.
  • وبالنظر إلى طبيعة هذه التطورات الجارية، فإنها تتوافق مع ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو في نوفمبر الماضي بأنه أصدر تعليمات لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية لاستهداف قادة حماس أينما كانوا،
  • وبالتوازي مع ذلك أيضا، ذكرت صحيفة تايمز أو إسرائيل في ديسمبر الماضي أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك رونين بار، أكد عزم إسرائيل على تصفية قادة حماس في كل مكان” حول العالم.

إذا فإسرائيل إنتقلت إلى مرحلة جديدة من الحرب، أي تنفيذ عمليات اغتيال محددة داخل وخارج القطاع في إطار استراتيجيتها العسكرية في قطاع غزة من الانتقال إلى عمليات وصفتها بالدقيقة بعد شهور من عمليات قصف واسعة النطاق في غزة، وتقول إسرائيل ان هذه الاستراتيجية تهدف إلى القضاء على حركة حماس بشكل نهائي، حتى لا يكون لها مستقبل في حكم غزة.

إصرار إسرائيلي على توسيع الصراع

وفي حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” قال الكاتب والباحث السياسي مالك أبي نادر حول العملية العسكرية التي قامت بها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية:

  • استنكار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي اللبنانية.
  • إسرائيل مستمرة في توسيع الصراع لتغطية هزائمها المتتالية في قطاع غزة.
  • لجوء إسرائيل الدائم لتغطية هزائمها في الحروب إلى الاغتيال.
  • ما تقوم به إسرائيل من عمليات نوعية يزيد في تأجيج الوضع وشحن الهمم الفلسطينية وتزايد النقمة على إسرائيل.
  • سيؤدي الهجوم الإسرائيلي على المناطق السكنية في لبنان إلى زيادة التوتر في المنطقة وزيادة دعم الشعب للمقاومة.
  • لا وجود لأطراف داخلية في لبنان لها علاقة بالجريمة التي حصلت، وإنما إسرائيل هي الوحيدة المتورطة في الأمر.
  • سعي إسرائيل إلى جر وتوريط حزب الله في حرب قد ينتج عنها دمار شامل إلى لبنان.
  • وجود نوع من الحذر والتريث من قبل حزب الله آخذة بعدة اعتبارات قبل الرد بشكل مباشر.
  • إمكانية الرد من الداخل الفلسطيني عبر المقاومة الفلسطينية والتعاون بين الساحات اللبنانية والفلسطينية ومد المقاومة الفلسطينية بالأسلحة.
  • هناك عدة ظروف تملي اتخاذ القرار من طرف حزب الله بشأن الحرب أو الاشتراك فيها أو في توسيعها.
  • ضرورة النظر في مخلفات انعكاسات القرار على الواقع اللبناني.
  • من الضروري أن يكون الرد من الداخل الفلسطيني والتأكيد على الإحباط والفشل الاسرائيلي.
  • تجاوز إسرائيل منذ 2006 إلى نهاية 2022 مرة للقرار 1701 أكثر من 12 مرة.

تنفيذ عمليات انتقامية

ويرى الكاتب والباحث السياسي جهاد حرب، بشأن تداعيات عملية اغتيال العاروري من قبل إسرائيل، أن ذلك سيؤدي إلى تنفيذ عمليات انتقامية سواء من لبنان أو من الضفة الغربية، مضيفا:

  • لا مبالاة لإسرائيل بمصالح وتحذيرات الإدارة الأميركية بعدم توسيع دائرة العدوان والحرب.
  • تنفيذ إسرائيل لعملية الاغتيال دون الرجوع أو إعلام الإدارة الأميركية.
  • وجود سيناريوهات عديدة للرد على عملية اغتيال العاروري من الجانبين اللبناني والفلسطيني.
  • سيكون هناك رد من حزب الله خاصة أن هذه العملية أحرجت الأمين العام لحزب الله الذي كان قد توعد بأن أي اعتداء على أي من القادة في لبنان سيواجه ردا فوريا وقويا.
  • لا يرغب حزب الله في أن تتحول الضاحية الجنوبية إلى ساحة للأعمال العسكرية، وفقاً لالتزاماته الدولية بعدم توسيع الحرب، بينما ترغب إسرائيل في توسيعها متجاهلة كل التوصيات من الإدارة الأميركية وأطراف عربية ودولية أخرى.
  • إسرائيل مسؤولة عن عملية الاغتيال، خاصة إثر إعلان نتنياهو ذلك خلال مؤتمر صحفي وهدد باغتيال زعماء حركة حماس علنا، بما في ذلك المتواجدون في الدوحة، وأمر الموساد بتنفيذ ذلك على الهواء.
  • مع توفر جميع الظروف الملائمة قبل ارتكاب عملية الاغتيال، كانت الأوضاع في الضفة الغربية بحاجة إلى شرارة لانطلاق المقاومة.
  • قد تكون المقاومة القادمة بعد عملية الاغتيال عملية مسلحة تشترك فيها كل الفصائل الفلسطينية التي دانت هذه العملية، وستكون المواجهة مباشرة شعبية وأوسع من الأعمال المسلحة.
  • الضغوط والعراقيل التي فرضها جنود الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر كانت سببًا لوقوع صدامات بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.
  • حرص الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو الابتعاد عن مواجهات داخلية قاسية يكون تكون نتائجها صعب على الحكومة.
  • العقلية الإسرائيلية ترفض التواجد الفلسطيني بكل أشكاله وهو ما لم تمنحه إياها الأقدار خاصة أمام تاريخ الصمود الفلسطيني وأن المصير والقرار بيد الفلسطينيين ما بعد الحرب.

توسيع نطاق الاشتباك

من ناحيته، ينفي رئيس فرع الشؤون الفلسطينية في الضفة الغربية بوزارة الدفاع الإسرائيلية سابقا كوبي لافي في حديثه لغرفة الاخبار نية أو رغبة إسرائيل في توسيع نطاق الاشتباك في المنطقة ـإلا في حالة الدفاع والرد على أي عدوان تتعرض إليه، حيث يقول:

  • لن تقف إسرائيل دون حراك لأي تهديد أو عمليات تخريب موجهة ضدها، سواءً كانت قادمة من الشمال أو الجنوب أو الشرق.
  • من الصعب الحفاظ على سيادة لبنان ما دام هناك أشخاص يتجاهلون سيادة إسرائيل ويُسببون ضرراً لها انطلاقا من الأراضي اللبنانية.
  • وجود التفاف شعبي وراء حكومة نتنياهو وحول القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل.
  • دائما ما يتم اتهام إسرائيل ونعتها بالفشل طيلة 57 سنة الماضية.
  • إذا ما أرادت إسرائيل السلام عليها ان تكون جاهزة للحرب للقضاء على حماس وتنعم بالأمن والسلام لها وللفلسطينيين.

حرب محاور

في ضوء التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، من استهداف القادة الإيرانيين في سوريا وقادة حماس في لبنان، وتأثيرها في توسع نطاق الاشتباكات، يشير الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات، إلى هذه الحقيقة رغم الجهود الإقليمية والمصرية للتهدئة، ويقول أيضا:

  • هذه التطورات الجديدة دليل على التوجه نحو ما يطلق عليه بوحدة الساحات من خلال جولة جديدة تمس أطرافا أخرى خلافا للفصائل الفلسطينية المسلحة.
  • من مصلحة بنيامين نتنياهو ان تتسع رقعة الصراع، في حين أن ذلك لا يتماشى مع المصلحة الأميركية المرتبطة بتعزيز الاستقرار الإقليمي في المنطقة.
  • تحمل بايدن وإدارته مسؤولية اتساع رقعة الحرب لعدم قدرته على ممارسة ضغوط كافية على إسرائيل.
  • رغم الفشل الذي لحق بنتنياهو خلال الثلاث الأشهر الأخيرة من الحرب على غزة، استطاع نتنياهو تحقيق هدف من خلال استهداف عدد من الأشخاص في مقدمتهم صالح العاروري.
  • يتجه الأمر اليوم إلى حرب محاور بين إسرائيل ومحور المقاومة.
  • وجود احتجاجات كبيرة داخلية من قبل أهالي المحتجزين الإسرائيليين مما يدفع إلى مزيد التأزم وعامل للضغط لنتنياهو.
  • تأخر التفاوض بين الجانب الإسرائيلي وحماس، ومواجهة الجهود العربية والإقليمية، بقيادة مصر وقطر، صعوبات كبيرة خلال المرحلة المقبلة.
  • حرص المقاومة على الرد بأشكال مختلفة سواء من الجانب الحوثي أو اللبناني وكذلك الحال بالنسبة للميليشيات الشيعية في سوريا والعراق.

 من هو صالح العاروري؟

  • 1966: وُلِدَ في قرية عارورة قرب رام الله بالضفة الغربية.
  • 1987: الالتحاق بحركة حماس.
  • 1990: اعتقلته إسرائيل على خلفية نشاطه في حماس.
  • 1991- 1992: شارك في تأسيس كتائب عز الدين القسام.
  • 1992: اعتقلته إسرائيل وسُجِنَ لمدة 15 عاما
  • 2007: أفرجت عنه إسرائيل لفترة محدودة، وأعادت اعتقاله لمدة 3 سنوات
  • 2010: أفرجت عنه المحكمة وقررت إبعاده خارج فلسطين. اختياره عضوا في المكتب السياسي لحماس.
  • 2010- 2013: استقر في سوريا.
  • 2011: عضو الوفد المفاوض في صفقة الإفراج عن الأسرى.
  • 2013: غادر سوريا واستقر في لبنان.
  • 2017: انتخابه نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
  • يناير 2024: اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *