أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 نازحين وإصابة 83 آخرين في استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات على دوار الكويت بمدينة غزة، وذلك بعد استهداف آخر لأكبر مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف المراسل أن القصف على دوار الكويت وقع خلال وجود عدد كبير من النازحين ينتظرون المساعدات.
وأكدت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي أنها استقبلت مصابين، وأن حالة بعضهم خطيرة في ظل توقف غرف العمليات ونقص الكوادر والمستلزمات الطبية.
وجاء ذلك بعد إعلان الأونروا مقتل واحد على الأقل من موظفيها من بين 5 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مركزا لتوزيع المواد الغذائية شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقالت الأونروا إن الهجوم على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية للأونروا في القطاع يأتي في ظل نفاد الإمدادات الغذائية بشكل تحوّل في بعض المناطق إلى مجاعة.
وقال المفوض العام للأونروا فليب لازاريني إن الهجوم الإسرائيلي على مركز توزيع المساعدات جاء بعد تلقي الجيش الإسرائيلي إحداثيات مرافق الوكالة ومنها المنشأة المستهدفة.
وطالب لازاريني بحماية الأمم المتحدة وموظفيها ومبانيها في جميع الأوقات، وجدّد دعوته إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات.
وقالت وكالة الأونروا إنها سجلت منذ بدء الحرب “عددا غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومرافقها يفوق أي نزاع آخر في العالم، مع مقتل ما لا يقل عن 165 من موظفيها، وإصابة أكثر من 150 من مرافقها، بعضها دُمر بالكامل ومن بينها العديد من المدارس. وقُتل أكثر من 400 شخص أثناء لجوئهم تحت علم الأمم المتحدة”.
أزمة الجوع
في هذه الأثناء تتفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة فقدان 27 طفلا نتيجة سوء التغذية وعدم توفر حليب الأطفال شمالي القطاع.
وقال المتحدث إن آلاف الأطفال يعانون مضاعفات خطيرة نتيجة عدم توفر أنواع الحليب الخاصة بهم شمال القطاع.
وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة المؤسسات الأممية ومؤسسات الطفولة في العالم بتوفير الحليب للأطفال شمالي غزة.
وقد زار وفد أممي مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، واطّلع على الأوضاع الإنسانية وأحوال الجرحى فيه.
وضمّ الوفد منسق الشؤون الإنسانية في فلسطين جيمس ماكغولدريك، ومدير الأونروا في غزة سكوت أندرسون. وبحث الوفد سبل إيصال المساعدات بشكل سليم إلى شمالي قطاع غزة.
وخلال الزيارة قال منسق الشؤون الإنسانية في فلسطين جيمي ماكغولدريك إنه يجب توفير الدعم والحماية للأطفال في غزة. وأضاف المنسق في تصريح للجزيرة أن الكثير من الرضّع في غزة يلقون حتفهم بسبب القصف أو الجوع أو المرض.
ووصف ماكغولدريك استهداف المنظومة الصحية في غزة بالمأساة، وأضاف في تصريح للجزيرة عقب زيارته مستشفى الشفاء الطبي في غزة أن الوفاة جوعا يجب أن تتوقف في مثل هذا الزمان، على حد وصفه.
بدوره، تساءل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث “كيف يمكننا مواصلة عمليات المساعدة عندما تكون فرقنا ومستودعاتنا تحت التهديد المستمر؟ يجب حمايتهم. هذه الحرب يجب أن تتوقف”.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية يجب أن تكون “أولوية” بالنسبة إلى إسرائيل في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من 5 أشهر في غزة.
وفي ظل انتقادات للممر البحري الذي تعمل عليه واشنطن، قال بلينكن إنه لن يكون بديلا عن إدخال المساعدات برا إلى قطاع غزة.