استطلاع عالمي: واحد من كل ثلاثة مستهلكين يقاطع علامات تجارية بسبب الحرب في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تحديات كبيرة بعد قراره المفاجئ بحل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات مبكرة، في خطوة وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر وقد تفتح الباب أمام صعود اليمين المتطرف بقيادة، مارين لوبان، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وأراد ماكرون استغلال عنصر المفاجأة لحرمان خصومه من الوقت الكافي لتشكيل تحالفات قوية، إلا أن هذه الرهانات بدأت بالتلاشي بسرعة مع نجاح أحزاب يسارية في تشكيل ائتلاف موحد لمنافسة حزبه وحزب لوبان. 

وفي المقابل، يبدو حزب ماكرون نفسه في حالة من الفوضى والارتباك، مع شعور نواب وأعضاء الحزب بالصدمة من قرار رئيسهم الانفرادي بحل البرلمان دون استشارتهم.

“السيناريو المزعج”

وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمالية حصول حزب لوبان “التجمع الوطني” على مقاعد قد تصل إلى 270، أي حوالي ثلاثة أضعاف ما حصل عليه في انتخابات 2022، ما سيجعله الحزب الأكبر ويعطي لوبان حجة قوية لاختيار رئيس الوزراء المقبل.

وبحسب الصحيفة فإن هذا يبقى “سيناريو مزعج لماكرون الذي قد يصبح أول رئيس فرنسي منذ الحرب العالمية الثانية يضطر لتسليم مفاتيح الحكومة لليمين المتطرف”.

وقرر ماكرون، الأحد، حل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة، إثر الفوز التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية.

وجاء القرار بعد أن حصل حزب ماكرون “النهضة” على 15.2 في المئة من الأصوات متخلفا بفارق كبير عن حزب التجمع الوطني بقيادة، جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، والذي حقق 31.5 في المئة من الأصوات.

ورغم إقراره بخطورة صعود اليمين المتطرف، إلا أن ماكرون رفض الاستسلام، معتبرا أن الانتخابات ستكون فرصة للناخبين لتوضيح خياراتهم. 

لكن محللين يحذرون من أنه قد يكرر بذلك خطأ رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الذي خسر رهانه في استفتاء البريكست.

في هذا السياق، يقول مجتبى رحمن، المدير الإداري لأوروبا في شركة “يوراسيا غروب” الاستشارية، أن ماكرون يسير على نفس خطى كاميرون الذي راهن بمصير بلاده وخسر، معتقدا أن التخويف من الانسحاب من الاتحاد الأوروبي سينجح لكنه أخطأ التقدير”.

وعلى صعيد آخر، أثار قرار ماكرون المفاجئ صدمة وإحباطا في صفوف نواب حزبه الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج البرلمان.

وقال باتريك فينيال “كنت حزينا للغاية يوم الأحد”. “كانت صدمة. كان ذلك عنيفا”. 

من جهتها، قالت هيوجيت تيجنا، النابئة التي وجدت نفسها فجأة بلا وظيفة: “علمت بذلك في الوقت الفعلي، أثناء مشاهدة خطابه على التلفزيون”. 

وأثارت خطوة ماكرون قلقا أيضا في الأسواق المالية من احتمال أن يصعّب قرار تعليق لبرلمان على الحكومة ضبط العجز والدين العام، ما دفع وكالة موديز للتحذير من مراجعة تصنيف فرنسا الائتماني.

وربما يكون رئيس الوزراء الشاب غابرييل أتال، الذي كان يُنظر إليه كنجم صاعد ومرشح لخلافة ماكرون، أبرز ضحايا مقامرة ماكرون. 

وعندما رقّى ماكرون أتال إلى منصب رئيس الوزراء في يناير، اعتقد العديد من النواب أن الرئيس كان يلعب ورقته الرابحة، ويضع أتال في موقع خليفة محتمل. 

ولكن أتال بدوره لم يعلم بخطط ماكرون إلا الأحد، قبل ساعات من حله للجمعية الوطنية، وفقا لمسؤولين، مضيفين أنه ووزير الدفاع سيباستيان لوكورنو كانا معارضين لخطوة ماكرون.

وفي الوقت الذي كان فيه أتال الثلاثاء، يحاول رفع معنويات النواب المحبطين والغاضبين، كانت لوبان تعد حليفها الشاب جوردان بارديلا  الذي يقول مسؤولو التجمع الوطني أنه اختيار الحزب ليحل محل أتال كرئيس للوزراء.

وفي مؤشر على حجم الورطة السياسية التي قد تواجه ماكرون، كشف مقربون منه أنه بات مستعداً لتقديم تنازلات غير مسبوقة، تشمل الانسحاب من دوائر انتخابية لصالح مرشحين من أحزاب منافسة، سواء من يمين الوسط أو يساره أو حتى الخضر، طالما كانت لديهم حظوظ أوفر في التغلب على مرشحي حزب لوبان اليميني المتطرف.

“مقامرة أم مناورة”.. ما أهداف ماكرون من الدعوة لانتخابات جديدة بفرنسا؟

في خطوة مفاجئة، قرر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت، حل الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات تشريعية جديدة، إثر الفوز التاريخي لليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية.

قراءات متباينة

واعتبرت صحيفة الغارديان، أن قرار ماكرون تبقى “مقامرة كبيرة”، قد تتسبّب في المزيد من الخسائر لحزبه، مما يعيق بشكل فعال ما تبقى من فترته الرئاسية ويمنح، اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، المزيد من السلطة.

وذكرت أنه من غير المحتمل أن يسعى ماكرون لضمان الأغلبية البرلمانية في هذه الانتخابات المبكرة. فالجبهة الجمهورية، وهي تحالف الأحزاب التي اتحدت في الماضي لمنع صعود التجمع الوطني اليميني المتطرف، قد تضاءلت قوتها بشكل كبير وأصبحت شبه منعدمة. كما أن شعبية ماكرون شهدت تراجعا مستمرا في الآونة الأخيرة، بحسب الغارديان.

ومع ذلك، يتوقع معظم المحللين أنه في حين قد يخرج الحزب اليميني المتطرف بعدد أكبر من النواب، فمن غير المرجح أن يفوز بما يكفي من المقاعد ليمنحه الأغلبية أيضا، مما يعني أن البرلمان القادم قد يكون أكثر فوضوية وعدم فعالية من البرلمان الحالي.

من جهتها، وصفت “بوليتيكو” أيضا خطوة ماكرون بـ”المقامرة السياسية غير المعتادة”، غير أنها تشير إلى أنها قد تحمل بعض المخاطر لمارين لوبان، التي تضع نصب عينيها الفوز بالرئاسة في عام 2027.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس ماكرون يراهن على إضعاف زخم مارين لوبان وحزب التجمع الوطني. فعلى الرغم من الفوز الكبير للتجمع الوطني في الانتخابات الأوروبية، إلا أن فرصهم في تحقيق نصر حاسم في الانتخابات التشريعية تبدو أقل.

وبينما من المتوقع أن يكسب التجمع الوطني المزيد من المقاعد البرلمانية، لكن ربما ليس بالقدر الكافي الذي يمكنهم من تشكيل الحكومة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *