استشهدا في ذكرى ميلادهما.. فلسطيني يروي قصة فقده طفليه وزوجته في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

يروي الفلسطيني أيمن أبو شمالة قصة استشهاد طفليه في اليوم الموافق لذكرى ميلادهما، إذ ولد ابنه آدم (3 أعوام) وشقيقته الكبرى شام (9 أعوام) في اليوم نفسه 21 أكتوبر/تشرين الأول بفارق 6 سنوات، واستشهدا في التاريخ نفسه السبت الماضي مع والدتهما في غارة إسرائيلية على قطاع غزة.

وكان أبو شمالة (34 عاما) نزح وعائلته جراء القصف الإسرائيلي في مدينة غزّة إلى منزل أقارب لهم في رفح (جنوب القطاع)، لكن غارة إسرائيلية استهدفت المبنى المكوّن من عدة طوابق، مما أسفر عن استشهاد زوجته وولدَيهما وزوجتَي شقيقيه واثنين من أطفالهما وابنة خاله وابن خاله.

ومساء السبت الماضي، صعد أبو شمالة إلى سطح المبنى للتأكد من امتلاء خزانات المياه، بعدما تمكن من جلبها بالصهاريج بعد انقطاع دام 11 يوما، وقال “أوّل ما بدأت أنزل الدرج، وقع القصف، لو نزلت قبل 30 ثانية لاستشهدت معهم”.

وأضاف، وهو يبكي “يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول كان يوم عيد ميلاد آدم وشام، وأصبح يوم استشهادهما، سيكون صعبا جدا علي كل عام”.

وتابع “وضعوا أشلاء ابني في كيس أزرق، في حين كانت جثة شام محروقة ومتفحّمة”.

وكانت زوجته دارين أبو شمالة (28 عاما) حاملًا في بداية الشهر التاسع، واختار الزوجان اسم “مكة” للطفلة المنتظرة.

وروى أيمن أن دارين كانت “تنشر الغسيل على الشرفة حين وقع القصف، فطارت من الطابق الثالث إلى منزل الجيران”.

وقال “توقعت أن تكون قد استُشهدت هي والجنين، فقد سقطت من ارتفاع كبير ومن الطبيعي ألا تكون قد نجت، وحين وجدناها، أقسم بالله أنها قالت لي وهي تموت “أخرجوا ابنتي مكة يا أيمن”.

وفي مستشفى أبو يوسف النجار حيث نُقلت زوجته، طلب أيمن من الطبيب “إخراج الجنين، وأخبرته أن زوجتي أوصتني به”.

الطفلة مكة ولدت في وضع صحي خطير بعد إخراجها من رحم أمها الشهيدة دارين أبو شمالة (الفرنسية)

طفلة الشهيدة

وتمكن الأطباء من إجراء عملية قيصرية عاجلة لدارين بعد وفاتها، بعد ذلك، نُقلت المولودة الجديدة مكة إلى قسم الأطفال في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح.

وقال رئيس قسم العناية المركزة في قسم الولادات في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي محمد سلامة لوكالة الصحافة الفرنسية “المولودة مكة وصلتنا بإسعاف العناية المركزة من مستشفى أبو يوسف النجار، وكانت في وضع صحي صعب جدا، وتم وضعها فورا على جهاز التنفس الصناعي لتأمين وصول الأكسجين لها”.

وأضاف “للأسف، تشير المؤشرات الأولى إلى أن الدماغ تعرّض لنقص الأكسجين والدم لأن وفاة الأم حدثت قبل وقت طويل من إخراج المولودة”.

وتابع “مكة تعاني من تشنجات، نحاول إنقاذ حياتها، لكن للأسف نخشى أن الاحتمال كبير بأن تصاب بإعاقة دائمة بسبب انقطاع الأكسجين والدم”.

وفي المستشفى، يقف الأب المكلوم في قسم الحضانة حيث تقبع مولودته الحديثة، وينفجر بالبكاء قبل أن يعانقه طبيب.

كُتب على البطاقة التعريفية الملصقة على الحاضنة “طفلة الشهيدة دارين أبو شمالة” وتاريخ ميلادها 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي سيصادف ذكرى استشهاد والدتها وأختها وأخيها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *