اختراق يستهدف بيانات عسكريين في المملكة المتحدة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

اتفق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، والسيناتور الجمهوري، ميت رومني، على أن إسرائيل خسرت معركة السردية خلال حربها المستمرة في غزة منذ أكثر من نصف عام.

وألقى بلينكن اللوم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما تيك توك، بينما قال رومني، إن التأثير الذي تحدث عنه الوزير الأميركي هو سبب “وجود هذا الدعم الساحق لاحتمال حظر تيك توك” في الولايات المتحدة.

يذكر أن الكونغرس الأميركي، اعتمد في نهاية إبريل الماضي، قانونا يطالب مجموعة تيك توك بقطع علاقاتها مع شركتها الأم “بايت دانس” وعلى نطاق أوسع مع الصين، إذا كانت لا تريد مواجهة خطر حظرها في الولايات المتحدة. 

وكان السبب المعلن وراء سعي واشنطن تخوفات تتعلق بالأمن القومي.

واعتبر المشرّعون الأميركيون أنّه يمكن للحكومة الصينية استخدام تيك توك للقيام بأعمال تجسّس ودعاية، طالما أنّ هذا التطبيق مملوك من شركة “بايت دانس”.

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ستيف سكاليز عن تيك توك، بعد اعتماد القرار “لا أعتقد أنهم فهموا أبدًا مدى قلقنا بشأن الآثار المترتبة على الأمن القومي نتيجة تعريض الكثير من البيانات الأميريكية للخطر”.

لكن تعليقات بلينكن ورومني، التي جاءت خلال محادثة بينهما في منتدى سيدونا لعام 2024 الذي ينظمه معهد ماكين في سيدونا بولاية أريزونا، تشير إلى أن لحرب إسرائيل وحماس أيضا دورا في التحرك الأميركي ضد التطبيق، وفق موقع “رولينغ ستون”.

وخلال الحوار سأل السناتور الجمهوري بلينكن عن سبب الاتجاه العام ضد إسرائيل منذ بداية صراع 7 أكتوبر.

وقال “لماذا اختفت حماس من حيث التصور العام؟” ثم تابع “هناك عرض على الطاولة لوقف إطلاق النار، ومع ذلك فإن العالم يصرخ ضد إسرائيل”.

ورد بلينكن على السؤال بأن جزءأ من سبب هذه الديناميكية هو البيئة الإعلامية المتغيرة، حيث لم يعد الناس يقرؤون جميعًا من نفس “مصادر الأخبار الموثوقة”، وبدلا من ذلك “يتابعون الأحداث الجارية من خلال قنوات التواصل الاجتماعي الفوضوية”.

بيئة إعلامية متغيرة

خلال المنتدى قال بلينكن معلقا  على دور المنصات الاجتماعية في تكوين وتوجيه الرأي العام  “الآن، نحن نتلقى تغذية وريدية من المعلومات مع نبضات جديدة، ومدخلات كل مللي ثانية”. 

وتابع “بالطبع فإن الطريقة التي تم بها ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي هيمنت على السردية.. لديك نظام بيئي لوسائل التواصل الاجتماعي، بيئة يضيع فيها السياق والتاريخ والحقائق وتهيمن العاطفة وتأثير الصور”. 

وقال أيضا “أعتقد أن لذلك تأثيرًا صعبًا للغاية على السردية”.

وبحسب صحيفة “الأندبندنت” بدا أن رومني وافق على طرح بلينكن، قائلا إن التأثير الذي كان الوزير الأميركي يصفه هو سبب وجود “دعم ساحق” لاحتمال إغلاق تيك توك في الولايات المتحدة.

موقع “كومن دريمز” وصف تعليقات بلينكن ورومني بأنها “لحظة إزالة الأقنعة” وأشار إلى أن مساعي حظر تطبيق تيك توك كانت “من أجل منع وصول الأميركيين إلى الأخبار غير المفلترة حول الهجوم الإسرائيلي على غزة”.

تأثير خارجي؟

يُذكر أن القانون الأميركي الجديد، منح الشركة الأم لتيك توك “بايت دانس” (ByteDance)، مهلة تسعة أشهر للتخلّي عن منصة الفيديو ذات الشعبية الكبيرة في الولايات المتحدة وإلّا سيتم حظرها.

وأكد الوزير الأميركي، في مرحلة أخرى من المحادثة، على “الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن المدنيين الفلسطينيين لا يزالون فعلا يعانون بشدة”. وقال “علينا أن نركز على ذلك وننتبه له”.

وبحسب “الإندبندنت” رددت هذه التعليقات رواية أوسع تم طرحها حول منتقدي إسرائيل في الولايات المتحدة، وخاصة في الجامعات، وهي أن انتقاداتهم لا تنبع من حقائق الصراع، بل هي نتاج “تأثير خارجي مثير للقلق” وفق صحيفة الأندبندنت.

يذكر أن عمدة نيويورك، إيريك آدامز، اتهم مؤخرا الطلاب في الجامعات بالوقوع تحت تأثير “محرضين خارجيين” 

حرب غزة على مواقع التواصل الاجتماعي

شهر نوفمبر الماضي، في أوج الحرب في غزة، نفى تطبيق تيك توك أن يكون استخدم أي حيلة لتوجيه الرأي العام على المنصة خلال هذه الحرب.

وقال في بيان وقتها، إنه قام بإزالة 100% من المحتوى المعادي للسامية أو الذي ينكر الهولوكوست والذي تم الإبلاغ عنه بشأن مكافحة معاداة السامية عبر الإنترنت. 

وتابع البيان “هذا بالإضافة إلى جهودنا الاستباقية لتحديد خطاب الكراهية وإزالته قبل الإبلاغ عنه.. تسع مرات من أصل عشرة، يقوم تيك توك بإزالة خطاب الكراهية قبل الإبلاغ عنه”.

ويتشابه الفرق في الحجم بين المحتوى المتعلق بفلسطين والمحتوى المتعلق بإسرائيل عبر المنصات، وفق بيان تيك توك. 

على سبيل المثال، إذا نظرت إلى البيانات العامة على منصات أخرى، مثل أنستغرام، ستجد أن هناك إجمالي 5.7 مليون منشور يحمل علامة #FreePalestine مقارنة بإجمالي 214 ألف منشور يحمل علامة #standwith Israel. 

وبالنظر إلى بيانات فيسبوك العامة، يوجد إجمالي 11 مليون منشور يحمل علامة #FreePalestine مقارنة بإجمالي 278 ألف منشور يحمل علامة #standwith Israel.

خواريزميات تيك توك

قال تيك توك في البيان إن خوارزمية التوصيات الخاصة به لا “تنحاز إلى أي طرف” ولديها إجراءات صارمة لمنع التلاعب.

وكشف أن إنشاء المحتوى الذي يراه الأشخاص على تيك توك يستند إلى المحتوى الذي تفاعل معه الأشخاص مسبقًا “لا يقوم تيك توك بالترويج لجانب واحد ما على الجانب الآخر”.

أما بخصوص التطبيق في الولايات المتحدة، قال البيان “في الولايات المتحدة، منحنا موفر التكنولوجيا الموثوق به التابع لجهة خارجية إمكانية الوصول إلى كود مصدر تيك توك لفهم ما إذا كان النظام يتصرف كما يريد التطبيق أم لا”

وتابع” نحن في طريقنا للسماح بقدر غير مسبوق من وصول الطرف الثالث للتحقق من كود المصدر والأنظمة الخاصة بنا، وهو أمر لم تفعله أي شركة نظيرة أخرى”.

وفي الأيام الأخيرة، ربط اثنان على الأقل من المشرعين الجمهوريين البارزين الحظر المحتمل بمخاوفهم من أن المحتوى الموجود على تطبيق التواصل الاجتماعي الذي يحظى بشعبية كبيرة متعاطف للغاية مع الفلسطينيين تحت الحصار في غزة، وفق صحيفة “رولينغ ستون”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *