اجتياح غزة بريا.. “مغامرة” إسرائيلية لها عواقب وخيمة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

ومع فجر الجمعة، نشر الجيش الإسرائيلي، بيانا، قال فيه عبر المتحدث باسمه، إنه “يدعو كافة سكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا”؛ تمهيدا لقيامه بعملية عسكرية واسعة للانتقام من هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل.

وبرر المتحدث طلب الإخلاء بأن حركة حماس “فتحت الحرب ضد إسرائيل”، وأن مسلحيها “يختبئون داخل مدينة غزة في الأنفاق تحت البيوت وداخل مباني مكتظة بالسكان”.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن الجيش الإسرائيلي أبلغها أن 1.1 مليون فلسطيني في غزة، أي نحو نصف سكان القطاع، يجب أن ينتقلوا إلى الجنوب خلال الـ24 ساعة المقبلة.

يأتي هذا وسط تقارير صحفية عن أن الجيش الإسرائيلي يتحضر لعملية اجتياح بري “قد تستمر لأشهر”، وينتظر الموافقة السياسية عليها.

مخاطرة كبيرة

الخبير العسكري ورئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الإستراتيجية، العميد سمير راغب، يحذر من أن اجتياح قطاع غزة، سيكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، مستندا في ذلك، خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، على أن:

  • الجيش الإسرائيلي حاول اجتياح القطاع سابقا عام 2014، وفشل.
  • المناطق الاستيطانية في غلاف غزة، لم تكن بمأمن من ضربات المقاومة، فكيف سيكون الوضع لو دخل الإسرائيليون القطاع بأنفسهم؟، سيتعرضون للهجمات بشكل يومي.
  • إعادة ربط القطاع مرة بأخرى بإسرائيل، سيجعلها مسؤولة عن القطاع.
  • ستجد نفسها مكلفة بتوفير المياه والكهرباء وإدخال المواد الغذائية للسكان، وفق القانون الدولي.
  • سيكون الجيش الإسرائيلي عرضة لنيران الفلسطينيين بشكل يومي.
  • لن تستطيع إسرائيل تحمل المسؤولية القانونية أمام العالم عن القتلى والمصابين الذين سيسقطون من الطرفين.
  • لا توجد قيمة مضافة لعودة احتلال القطاع؛ فهو أعلى كثافة سكانية في العالم؛ حيث يعيش مليونا شخص في شريط ساحلي ضيق.
  • إذا ما وقع الاجتياح البري، سيكون اجتياحا جزئيا مدفوعا من القيادة السياسية للبحث عن أي نصر معنوي لتهدئة المستوطنين الغاضبين من الهجمات التي تعرضوا لها.

الوقوع في الفخ

بدوره، توقع العقيد ريتشارد كيمب، ضابط متقاعد بالجيش البريطاني، في تعليقه لمجلة “نيوزويك” الأميركية أنه: “إذا قررت إسرائيل التدخل بريا ستكون العملية خطيرة للغاية”.

وفسر ذلك بأن “هجوم حماس الأخير تم التخطيط له لعدة أشهر، بالتأكيد خططوا لصد رد فعل إسرائيل، ستتم زراعة المنطقة بأكملها بالأفخاخ المتفجرة والألغام ومواقع القناصة والكمائن وأنفاق الهجوم”.

ورغم تدريب الجيش الإسرائيلي على مواجهة هذه الأمور، إلا أن كيمب يرى أنه “بغض النظر عن مقدار التدريب، فإن دخول غزة بريا يعد شكلا خطيرا للغاية من العمليات العسكرية”.

واعتبر الخبير العسكري البريطاني أن القوات الجوية الإسرائيلية يمكن أن تحقق أهداف حكومتها المتمثلة في إصابة حماس بالشلل من خلال الضربات الجوية وحدها “لكنها مُنعت من القيام بذلك في السابق بسبب الضغوط الدولية”، وفق رأيه.

صعوبات الإخلاء

في الجانب الفلسطيني، أكدت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نيبال فرسخ، الجمعة، “استحالة” ترحيل أكثر من مليون فلسطيني إلى جنوب غزة في أقل من 24 ساعة، كما يريد الجيش الإسرائيلي.

وقالت فرسخ لوكالة “أسوشيتد برس”: “لا توجد طريقة يمكن من خلالها نقل أكثر من مليون شخص بأمان بهذه السرعة”.

وأرجعت ذلك إلى أنه، بغض النظر عن مشكلة توفير الطعام والكهرباء فإنه: “ماذا سيحدث لمرضانا؟ لدينا جرحى. لدينا كبار سن. لدينا أطفال في المستشفيات.. العديد من الأطباء يرفضون إخلاء المستشفيات والتخلي عن المرضى”.

أما وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة، فقالت على لسان المسؤولة التابعة لها في قطاع غزة، إيناس حمدان، لـ”أسوشييتد برس”: “جميع موظفي الأمم المتحدة في مدينة غزة وشمال غزة أُخبروا بالإخلاء جنوبا باتجاه رفح”.

وأعلنت “الأونروا” أنها نقلت مقر عملياتها المركزي وموظفيها الدوليين إلى جنوب غزة، لمواصلة عملياتها الإنسانية.

وكانت مصر حذرت عدة مرات من أي محاولة إسرائيلية للدفع بسكان القطاع نحو معبر رفح المصري للإقامة في سيناء بدلا عن غزة.

وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة في كلية الشرطة: “لن نسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى”، في إشارة لرفض تقديم سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين بإخلاء غزة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *