ووفقا للكرملين، أكد بوتين التزامه بخيار الحل السلمي، معلنا وقف استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يوما، إضافة إلى التوصل لاتفاق بشأن تبادل 175 أسيرا من كل جانب.
وبحسب مراسلة “سكاي نيوز عربية” في موسكو أريج محمد، ركز الاتصال على قضيتين رئيسيتين: تحسين العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، والتوصل إلى تسوية سياسية في أوكرانيا.
وتم الاتفاق على تعزيز قنوات الحوار الدبلوماسي بين البلدين، بما في ذلك الوزارات المعنية بالشؤون الخارجية.
وفيما يتعلق بالملف الأوكراني، أشاد بوتين بجهود إدارة ترامب لتحقيق السلام، لكنه شدد على ضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا كشرط أساسي لنجاح أي هدنة، واستجابة لذلك، أمر بوتين الجيش الروسي بوقف الضربات على المنشآت الحيوية فور انتهاء الاتصال.
تفاؤل أميركي وتحفظات أوروبية
وفقا لمراسلتنا في واشنطن أمينة اسريري، فإن المكالمة عكست الأجواء الإيجابية التي تحيط علاقة ترامب وبوتين، مقارنة بالإدارة الأميركية السابقة.
ورغم أن البيان الصادر عن البيت الأبيض تضمن بعض الاختلافات عن نظيره الروسي، فإنه أكد على أهمية وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يوما، مع تركيز خاص على حماية البنية التحتية الحيوية.
كما ناقش الاتصال ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث أبدى ترامب اهتماما بمنافع العلاقات التجارية مع روسيا، لا سيما فيما يخص الشركات الأميركية.
كما تطرق الحوار إلى قضايا الشرق الأوسط، مع تأكيد ترامب على ضرورة منع إيران من تشكيل تهديد لإسرائيل، وفق ما ورد في البيان الأميركي.
وأوضح إدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، أن هناك تحفظات أوروبية على أي اتفاق قد يهدد استقلال أوكرانيا، فدول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا تخشى أن يؤدي تفاهم روسي أميركي إلى تهميش النفوذ الأوروبي في القارة.
نظام عالمي متغير
يرى الكاتب والمحلل السياسي بسام البني أن الولايات المتحدة “بدأت تدرك أن العالم لم يعد أحادي القطب”، بل أصبح أكثر توازنا في مراكز القوى.
ويشير إلى أن بوتين، رغم عدم تقديمه تنازلات كبيرة، أظهر مرونة في استخدام مصطلح “الشراكة” بدلا من “الندية”، عند الحديث عن العلاقات مع واشنطن.
كما أكد البني أن موسكو لن تكتفي بتطمينات لفظية، بل تسعى إلى تحقيق حياد أوكرانيا في الدستور الأوكراني، وسحب القوات الغربية المنتشرة في أوروبا الشرقية منذ ما بعد 1997.
ويضيف أن روسيا تتطلع إلى التزام واضح بعدم نشر قوات أجنبية في الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي تعليق على المكالمة، أكد غريب أن “التقارب الأميركي الروسي قد يشكل نقطة تحول مهمة، لكن التحديات تبقى قائمة، خاصة فيما يتعلق بالضغوط الأوروبية والداخلية على إدارة ترامب”.
وأضاف أن “تحقيق تقدم ملموس في الملف الأوكراني يتطلب تقديم ضمانات واضحة لكل الأطراف”.
من جانب آخر، يرى البني أن “المحادثات بين موسكو وواشنطن قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في أوروبا”، مشددا على أن روسيا “لن تقدم تنازلات من دون تحقيق مكاسب استراتيجية واضحة”.
ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت المكالمة، لا تزال هناك تحديات قد تعيق تنفيذ أي اتفاق طويل الأمد. فالخلافات بين موسكو وكييف لا تزال قائمة، والموقف الأوروبي لا يبدو متحمسا لأي تفاهم قد يمنح روسيا نفوذا إضافيا.