وأكد رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، كونستانتين غافريلوف، “الولايات المتحدة وحلفاءها” يواصلون افتعال تهديدات أمنية على الحدود الغربية لروسيا.
كانت دول كل من هولندا والدنمارك وافقت على تسليم مقاتلاتها من طراز “إف-16” لأوكرانيا وتخطط هولندا لإرسال أول المقاتلات الموعودة إلى كييف العام 2024، ويبقى الأمر مرهونًا بالخطوة الفعلية، ومدى الرد الروسي.
في السياق تحدث باحثان، لموقع “سكاي نيوز عربية” عن تفسيرات الإعلان عن إقلاع طائرات (إف 16) من قواعد جوية تابعة لحلف (الناتو) بأوروبا لمساندة كييف في حربها ضد موسكو، وهل تلك الخطوة أحد أدوات المساندة الفعلية أم حرب كلامية؟
استراتيجية الردع الروسية
يرى هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أنه عقب تسريب أنباء عن إقلاع مقاتلات من طراز (إف 16) من قواعد تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للمشاركة في حرب أوكرانيا ضد روسيا، هو ما دفع الأخيرة بإطلاق تحذيرات واضحة ومعلنة عبر الكرملين ومن الرئيس فلاديمير بوتين، بأن هذا سيعتبر مشاركة من قوات الناتو في الحرب وسيكون هناك ردًا انتقاميًا واسعًا.
ويقول هوفمان مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن حلف “الناتو” يعلم أن الأهداف الأميركية للمرحلة الحالية، قد يؤدي إلى دخول أوروبا في حرب شاملة ومباشرة مع روسيا؛ وبالتالي تلك التحركات تأتي لممارسة ضغوط على الجانب الروسي بدخول مقاتلات (إف 16) شديدة القوة والمدى النيراني الفعال على الأهداف الروسية.
واستعرض هوفمان مارتشينكو عددًا من العوامل التي تؤكد نجاح روسيا في تطبيق استراتيجية الردع ضد الغرب:
- تهديدات روسيا المتتالية بأن استخدامها لترسانتها النووية أمر وارد في حال تعاظمت التهديدات الغربية والأميركية.
- نجاح استراتيجية الردع الروسية حيال مساندة القوى الغربية لأوكرانيا أسفرت عن تراجع دعم الناتو لكييف مؤخرًا.
- مصير الدبابات الغربية في حرب أوكرانيا ليس ببعيد عن أذهان دول الناتو من بينها “تشالنجر 2″ البريطانية و”ليوبارد” الألمانية.
- إحجام الدول الغربية عن تزويد أوكرانيا بمقاتلات (إف 16) مرتبط بعدد من العوامل أهمها افتقار الجيش الأوكراني لعناصر من الطيارين والملاحين الجويين القادرين على استخدام والاستفادة من تلك القوة الجوية.
- إدراك الغرب أن لدى روسيا صواريخ (40 إن 6) المخصصة لأنظمة (إس-400) الصاروخية بالغة القوة والمدى والتي يمكنها التصدي وإسقاط (إف 16) بعد نشرها في المطارات الأمامية.
حملة دعائية متجددة
في السياق يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن مسألة إمداد أوكرانيا بمقاتلات (إف 16) أمر ليس بالجديد أن يتم الإعلان عن إمداد كييف بهذا النوع من المقاتلات، وهو أمر رهنه الغربيون بتدريب الطيارين الأوكرانيين على استخدامها بكفاءة قتالية عالية مع حلول العام 2024.
وتابع، الأكاديمي الروسي، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، “حقيقة الأمور أن هذا نوع من “الإمداد الدعائي” لا الفعلي ليس أكثر، وآخر الوعود البالية التي منحها الغربيون لأوكرانيا كانت تواصل الإمدادات دون أن يتحقق الوعد.. لا سيما بعد فشل زعماء الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حزمة مساعدات مالية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو من القروض والهبات بعد “فيتو” تقدمت به هنغاريا.
ويُضيف ديميتري فيكتوروفيتش، أن (إف 16) بمثابة آخر الكروت في حرب بالوكالة تخوضها أوكرانيا نيابةً عن القوة الأميركية والغربية، لا سيما أن دول الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة لن تجازف بإلقاء سلاحها الجوي فريسة للدب الروسي الذي يمتلك منظومات دفاع جوي غاية في التطور بالإضافة إلى تقنيات رادارية وجوية بعضها معلنة وأخرى غير معلومة.
وبين فيكتوروفيتش في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” نقاط تزكية مفهوم “دعائية الغرب” لتطويع منظومة (إف 16) في حرب أوكرانيا وليس استخدامها فعليًا ضد روسيا..
- تستبعد كل التوقعات اندلاع مواجهات مباشرة بين جيوش الناتو وروسيا في المرحلة الحالية التي تتعاظم بها الصراعات الإثنية في مناطق أوروبية.
- خسارة أوكرانيا الهجوم المضاد الذي أنفد مخزونات الأسلحة والذخائر لدى الغربيين سيجعل هناك تفكير طويل قبل محاربة روسيا
- تفيد تقارير أن جيوش الناتو الكبرى باتت في أسوأ حالاتها على صعيد المخزون العسكري وهي الطرف الأضعف حاليًا أمام روسيا.
- يمثل الحديث عن إمداد أوكرانيا بمقاتلات (إف 16) “ضمانة جديدة” لأوكرانيا للاستمرار في الحرب بأقل دعم ممكن حاليًا، دون توجيه نظام فلوديمير زيلينسكي اللوم للغربيين.