أعلنت إسرائيل، الاثنين، استدعاء سفيرها لدى الأمم المتحدة للتشاور على خلفية ما قالت إنه محاولة من المنظمة للتغطية على ارتكاب مسلحي حماس انتهاكات جنسية أثناء هجوم أكتوبر.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس “لقد أمرت سفيرنا جلعاد إردان بالعودة الى إسرائيل لإجراء مشاورات فورية بعد محاولة طمس المعلومات عن (حوادث) الاغتصاب الجماعية التي ارتكبتها حماس والمتعاونون معها في السابع من أكتوبر”.
وأضاف كاتس: “رغم الصلاحيات الممنوحة له، لم يأمر الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مجلس الأمن على ضوء النتائج، من أجل إعلان حماس منظمة إرهابية عالمية وفرض عقوبات على مؤيديها، وتصنيف الدول الداعمة لها على أنها راعية للإرهاب”.
كما دعا إلى طرد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) من غزة وإعطاء الأولوية للإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين.
The latest @UN report starkly details Hamas’s atrocities on October 7th, including mass murders, rapes, and systematic sexual offenses. Yet, silence from the Chairman. It’s time for action, @antonioguterres. Hamas must be globally recognized as a terrorist entity, its supporting…
— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) March 4, 2024
واتهم الجيش الإسرائيلي، الاثنين، الأونروا بتوظيف “أكثر من 450 مخربا” ينتمون الى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الجيش “المعلومات الاستخبارية تؤكد أن أكثر من 450 مخربا في حماس والجهاد الإسلامي يعملون أيضا موظفين لدى الأونروا”، دون أن يقدم دلائل على ذلك.
وتأتي هذه الإجراءات والتصريحات الإسرائيلية بعد أسبوع من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن “لا شيء يمكن أن يبرر تعمّد حماس قتل وجرح وتعذيب وخطف مدنيين واستخدام العنف الجنسي، أو إطلاق صواريخ عشوائيا باتجاه إسرائيل”.
لكن غوتيريش في نفس الكلمة التي ألقاها في الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أكد بأن “لا شيء يبرر أيضا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعيا إلى وقف لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
وتتّهم إسرائيل وكالة الأونروا بـ”التواطؤ” مع حماس وتشن عليها السلطات الإسرائيلية وحلفاؤها حملة شرسة.
وفي مواجهة الاتهامات، خصوصا تلك المتعلّقة بضلوع عشرات من موظفي الأونروا في هجوم السابع من أكتوبر، كلّف غوتيريش وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا بتقييم عمل الوكالة.
وتقدّر الأمم المتحدة، مثل منظمات غير حكومية أخرى، أنه ليس هناك بديل للدور الحيوي الذي تؤديه هذه الوكالة في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة.
ودافع مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن الأمم المتحدة ووكالاتها وعملها قائلا إن “الأمم المتحدة أصبحت هدفا للدعاية المضلّلة وكبش محرقة لفشل السياسات”.
وأضاف “هذا الوضع مدمر للغاية للصالح العام ويشكّل خيانة قاسية للعديد من الأشخاص الذين يعتمدون” على وكالات الأمم المتحدة.
وأشار خصوصا إلى وكالة الأونروا من دون أن يسمّيها.
وأودت الحرب التي اندلعت قبل أربعة أشهر بعد شنّ حماس، المدرجة إرهابية على قوائم دول عدة، هجوما على جنوب إسرائيل بحياة 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وتعهّدت إسرائيل “القضاء” على الحركة وشنّت هجوما كبيرا على غزة أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص حتى الآن، غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأعرب غوتيريش عن أسفه لأنه رغم دعواته الملحة فشل مجلس الأمن الدولي في التحرك من أجل اتخاذ كل التدابير اللازمة “لوقف إراقة الدماء في غزة ومنع التصعيد”.
وحذر من أن هذا التقاعس “أدى إلى تقويض سلطته بشدة، وربما بشكل تام”.