سقط العديد من الشهداء وأصيب عشرات آخرون في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت كنيسة الروم الأرثوذكس -ثالث أقدم كنائس العالم- وسط مدينة غزة مساء أمس الخميس.
وقد وصفت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس الهجوم الإسرائيلي على كنيسة برفيريوس -التي نزح إليها الكثيرون- بجريمة حرب، بينما طالبت حركة حماس بإدانة قوية من المجتمع الدولي ومن مجلس الكنائس العالمي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها “الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزل”.
ووفق ما ذكر شهود عيان كانوا موجودين في الكنيسة، فقد سقط عدد من الشهداء وأصيب آخرون إثر انهيار أحد المباني التابعة للكنيسة جراء القصف الإسرائيلي.
وقالت وزارة الداخلية بغزة، في بيان، إن الغارة الإسرائيلية تسبّبت “بوقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى” في حرم كنيسة القديس برفيريوس بمدينة غزة.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إلى استشهاد سيدة وطفلتها وإصابة العشرات في القصف الإسرائيلي على الكنيسة التي لجأ إليها مئات النازحين.
وأوضحت الوكالة نقلا عن مصادر محلية أن القصف أدى إلى انهيار مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل والذي كان يؤوي عددا من العائلات الفلسطينية المسيحية والمسلمة التي لجأت إلى الكنيسة بحثا عن مكان آمن.
ولفتت إلى أن شهداء وجرحى ما زالوا تحت الركام، وأن طواقم الإنقاذ والإسعاف تحاول الوصول إليهم.
وتعتبر كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة في قطاع غزة لا تزال مفتوحة، وهي تقع بجانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة، وقد بنيت فوق ضريح القديس برفيريوس.
وتقع الكنيسة على مقربة من المستشفى الأهلي العربي المعمداني الذي تعرّض مساء الثلاثاء لمجزرة إسرائيلية كبيرة خلّفت 471 شهيدا. ويتبع المستشفى للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس.
جريمة حرب
وقد أصدرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس بيانا استنكرت فيه هذا القصف الإسرائيلي، ووصفته بجريمة حرب.
وقالت البطريركية إنّ “استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفّرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الـ13 يوما الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها”.
وفي السياق، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة جريمة حرب، تضاف لسلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودُور العبادة.
وأضافت اللجنة، في بيان، أن استهداف الكنيسة -التي يحتمي بها ما يقارب 500 مواطن فلسطيني، مسلمين ومسيحيين- يؤكد أن بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي المواطنون العزل من أطفال ونساء وشيوخ.
وشددت على أن الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية بغزة، في بيان مقتضب على تليغرام، إن الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح صحفي إن “آلة الإجرام الصهيوني تستمر في توسيع نطاق إرهابها وإجرامها باستهدافها البغيض لكنيسة بوفيليوس الأثرية للروم الأرثوذكس”.
وأضافت أن “هذا الاستهداف المتعمد للكنيسة ومن قبله ارتكاب مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني ليستدعي وقفة وإدانة قوية من المجتمع الدولي ومن مجلس الكنائس العالمي للضغط على هذا الكيان المارق لوقف عدوانه الفاشي ضد دور العبادة والمدنيين العزل”.
وتواصل إسرائيل منذ نحو أسبوعين، شن عدوانها بغارات مكثفة على غزة مخلفة 3785 شهيدا وأكثر من 12 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما يقطع الاحتلال عن القطاع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وفصائل فلسطينية في غزة عملية طوفان الأقصى فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأكثر من 4600 جريح.